يُقَلِّب المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" صفحات طويلة من معالم ماضي الصين الشعبية وحاضرها، بوصفها ضيف شرف على المهرجان في دورته الحالية. وترفع الصين في الجنادرية شعار "الصين بلاد تتألق جمالاً" الذي يكشف عن الحضارة الصينية من خلال العروض الداخلية والخارجية والندوة الخاصة بعمق العلاقة بين المملكة والصين. وتفصح الصين عن حضارتها عبر ثلاثة محاور رئيسة هي "إيجاد الحضارة والمشاركة الحضارية والتبادل الحضري"، وسط عروض مرئية تبرز للزوار من مختلف الجنسيات الثقافة الصينية المفعمة بالحيوية التي تمزج بين الموروث التقليدي والتنمية الإبداعية الحديثة. وقالت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" إن نشاطات الدولة ضيف الشرف تستمر من يوم 3 إلى 19 أبريل، بإيفاد 200 شخص و15 هيئة لتقديم العرض ل30 نوعا من المهارات، وعرض 600 معروض. ونقلت شينخوا على لسان سفير خادم الحرمين الشريفين في الصين، يحيى بن عبد الكريم الزيد قوله: إن المهرجان يأتي في إطار إحياء المظاهر الثقافية السعودية، وإبراز ما تمتلك من تراث ثقافي عريق، وجاءت فكرة استضافة دول أجنبية صديقة من قبيل تعميق العلاقات الثقافية والودية بين السعودية والبلاد الصديقة. وأبرز السفير الزيد أن وقوع اختيار المملكة للصين جاء نظرا لما تتمتع به من تاريخ طويل يحوي في طياته العديد من الصور الثقافية المختلفة التي تتجلى بها الروح الشرقية الأصيلة، وعمق العلاقات التي اتسمت بالود والاحترام بين البلدين الممتد عبر التاريخ. إلى ذلك تأتي مشاركة الصين امتدادا لسياسة المهرجان في استضافة ضيوف شرف من الدول، أبرزها تركيا وروسيا وفرنسا واليابان وكوريا الجنوبية لتحقيق مشاركة عالمية في المهرجان. جناح الصين يمزج الحضارة بالتقنية إلى ذلك لقي الجناح الصيني إقبالاً لافتاً من زوار مهرجان الجنادرية 28 في افتتاحه للزوّار أمس، وسط القرية الشعبية، مازجا بين الحضارة الصينيّة والحداثة. وقال ل"الوطن" أحد المشرفين على الجناح، وهو الطالب "ماجان شا"، المبتعث إلى جامعة الملك سعود بالرياض "سنة تحضيريّة تمهيدا لدخوله قسم الشريعة": إن جناح الصين يعكس الحضارة الصينيّة القديمة على مر العصور. ورغم أن الجناح يستقبل زواره بشاشات إلكترونية ضخمة تبث صورا استعراضية ومعزوفات للفن الصيني، وشاشات أخرى تعمل بالإشارة عن بعد ويستطيع الزائر دمج صورته في أي صورة تراثية للأزياء الصينية، فتظهر على الشاشة وكأنه يرتديها، إلا أنه يركز على الحضارات الخاصة بالصين، ومن ذلك المطرزات الصينية الحريرية، والأزياء والكتابة والنقوش والرسومات والطب الصيني والأطعمة، كما يقدم نبذة عن المسلمين في الصين الذين يتجاوز عددهم 20 مليون نسمة يمثلون نسبة 1,64 % من عدد السكان. كما يضم الجناح ممراً طويلا سمي ممر "الحرير"، يحكي طريق التجارة الصينية إلى السعودية، حين كان طريقا لتجارة الحرير قبل أن تنضم إليه البضائع الأخرى، إلا أنه ظل محتفظاً باسمه. ويقسم الجناح البالغة مساحته 2000 متر مربع إلى أربعة فصول، "عالم المطرزات الحريرية "، و " تذوق العذوبة والعتيق "، و" أرض التأديب والتهذيب "، و" تخطي العصور والقرون"، ليظهر من خلالها سحر الحضارة الصينية التقليدية، والتبادل الودي بين البلدين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 22 سنة، وبالإضافة إلى المعرض داخل الجناح هناك عروض فنية في الهواء الطلق، بما فيها رقصات التنين والأسد وتاي جي، وكونغ فو وغيرها، وفي الوقت نفسه، سيعقد الجناح " يوم الثقافة الصينية " الخاص مثل يوم شرب الشاي ويوم الفن الخزفي ويوم أزياء قومية الهان ويوم خط اليد ويوم تاجي والإبداع التشكيلي المشترك بين الفنانين من الصين والسعودية. ويضم أيضا حرف التطريز بانتمائها إلى الثقافة الحريرية العتيقة وهوت كوتور" الأزياء الصينية " الراقية الحديثة، وأيضا المواد الغذائية المستخدمة في الطب الصيني التقليدي على الوسائل المعاصرة للمحافظة على الصحة، والفنون الصينية الخمسة " الآداب الموسيقية " الكتب، الشاي، الأزهار، البخور.