تشهد الملتقيات النسائية السنوية التي تعنى بمناقشة قضايا المرأة السعودية في قطاع المال والأعمال عزوفا من سيدات الأعمال اللاتي لم يجدن تفاعلا من قبل الجهات المعنية في تفعيل توصيات ونتائج الملتقيات ما دفعهن للامتناع عن الحضور بسبب عدم جدواها، مطالبات في نفس الوقت بتفعيل ما يصدر عنها من توصيات. وأوضحت سيدة الأعمال نادية الدوسري، أنها انقطعت عن حضور البرامج والفعاليات النسوية التي تنظم بالمنطقة، لعدم فاعليتها وعدم تحقيق الأهداف المرجوة منها ، مشيرة إلى أن الملتقيات باتت عبارة عن تجمعات نسائية تشهد جلسات تعارف وتبادل للتجارب الشخصية والعملية والاستفادة من التجمع الكبير لسيدات الأعمال لتحقيق مصالح شخصية دون بحث قضايا تهم سيدة الأعمال، ومحاولة حلها وهو الأمر الذي يتعارض مع أهداف الملتقيات، مطالبة الجهات المعنية بتفعيل توصيات المنتديات النسائية. في المقابل ذكرت عضو مجلس إدارة غرفة جدة الدكتورة عائشة نتو في حديثها ل"الوطن"، أن تفعيل التوصيات التي يخرج بها كل ملتقى أو منتدى تحتاج إلى وقت ليس بقصير، مشيرة من تجربتها العملية أن ال10 سنوات الأخيرة شهدت تغير 12 قرار من وزارة التجارة لمصلحة سيدة الأعمال، وهو ما يعتبر ردة فعل إيجابية حول البرامج النسائية السنوية التي تنظم في عدد من مناطق المملكة والتي تشهد في العادة حضورا لافتا من السيدات، حيث يعتبرن الملتقيات مناسبة للوقوف على قضاياهن وتعريف الجهات المعنية بعوائق عملهن ومحاولة حل ما يعترض طريقهن من عقبات. ورفضت نتو، عزوف سيدات الأعمال عن برامجهن معتبرة ذلك مدعاة لصرف النظر عن حقوقهن من قبل الجهات الرسمية التي تحتاج لتفاعل المرأة مع برامجها حتى يتم إقرار وتفعيل التوصيات بشكل يخدم المرأة. فيما أرجعت عضو اللجنة الوطنية الصناعية في مجلس الغرف السعودية فوزية الطبيب في حديث ل"الوطن" أمس، عدم تفعيل توصيات البرامج النسائية السنوية إلى عدم الثقة بالمرأة وبقدراتها وكفاءتها، وذلك نتيجة عزوف بعض سيدات الأعمال عن حضور هذه البرامج سواء الملتقيات أو المنتديات بدعوى عدم جدواها، وهو ما يتطلب من جميع سيدات الأعمال تأهيل أنفسهن بشكل جيد وإثبات جدارتهن وقدرتهن في عدة مجالات كي يتمكن بعدها من توصيل صوتهن للجهات المعنية والمطالبة بحقوقهن. وأضافت الطبيب، أنه رغم عدم تحقيق الفائدة المرجوة من حضور البرامج النسائية إلا أن الحضور مطلب أساس، فعلى سيدات الأعمال تكثيف وجودهن في البرامج التي تمثلهن وتناقش همومهن. وأكدت أنها متفائلة بمستقبل المرأة السعودية في قطاع المال والأعمال على الرغم من العوائق التي تقف بطريق سيدة الأعمال بوجه خاص. وتابعت الطبيب القول، إنها تحرص على حضور مثل هذه البرامج السنوية للاتقاء بزميلاتها في المهنة من جانب وتبادل التجارب ومناقشة العوائق من جانب آخر حتى تستطيع المرأة إيصال صوتها والتعريف بجهودها في مجالها وبالتالي ستأخذ هذه التوصيات نصيبها من تجاوب الجهات المعنية وتفعيلها بشكل يعود بالنفع على سيدات الأعمال.