أثارت التهديدات التي أطلقتها هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بحجب برامج المحادثات على أجهزة الهاتف النقال مثل "واتس أب" و"فايبر" و"سكايب" وغيرها في حال تعثر مراقبتها أمنيا، الكثير من الجدل خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما دفع البعض إلى اتهام بعض شركات الاتصالات بأنها تسعى وراء حجب برامج المحادثات خوفا من خسائر كبيرة خاصة أن هذه البرامج وفرت الكثير من المكالمات والرسائل النصية على المستخدمين. "الوطن" اتصلت بمدير عام الشؤون الإعلاميّة في شركة الاتصالات السعودية المهندس نواف الشعلان الذي رفض التعليق على الموضوع؛ مؤكدا أن من يملك الصلاحية للحديث عن القضية هي هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات. وعلى مدى أيام تواصلت الصحيفة مع المتحدث باسم الهيئة سلطان المالك إلا أنه لم يرد على اتصالاتنا. ويتوقع محللون أن تصبح خدمات برامج المحادثات بمقابل مادي وهو الأمر الذي دفع إحدى شركات الاتصالات المعروفة إلى الإعلان عن خدمة أسمتها "خدمة واتس أب" بشهر مدفوع وشهر مجانا. فيما أكد مصدر من إحدى شركات الاتصالات أن الشركات الآن تستغل "واتس أب" للإعلان عن باقات جديدة وكل ما في الأمر أن الشركة تطرح باقة إنترنت بسعة 1 جيجا على سبيل المثال وبسعر 100 ريال وتضع عليها اسم "باقة واتس أب"، مؤكدا أن عملية حجب هذا البرنامج لا تعتمد على الشركة المحلية بل الشركة الأم. واتفق كثير من مستخدمي برامج المحادثات على أن أكثر ما يرجح اتهام شركات الاتصالات بالسعي وراء حجب هذه البرامج هو أنها حلت بديلا للرسائل القصيرة وأنها تغنيهم عن الاتصال وإرسال رسائل تكون مكلفة في العادة. يذكر أن برامج المحادثات هي المفضلة حاليا بالنسبة للاتصالات الحديثة خاصة أنها مجانية ومرتبطة بالإنترنت من ناحية تحميل الرسائل والصور والفيديو. وكانت شركة "واتس أب" التي أسست في عام 2009 قد أعلنت في يناير الماضي أن معدل الرسائل التي ترسل بواسطتها بلغ 18 مليار رسالة يوميا، وذلك مقارنة ب 10 مليارات رسالة قبل 5 أشهر. وهناك مئات الملايين من مستخدمي "واتس أب" في العالم، ولكن برامج المحادثات ما تزال تواجه الكثير من التحديات أبرزها تحويل شعبيتها الكبيرة إلى إيرادات كبيرة، وهذا ما تحاول شركات الاتصالات في العالم أن تواجهه وتوقفه. فعلى سبيل المثال يبلغ دخل برنامج "واتس أب" عن كل مستخدم من خلال الإعلانات نحو دولار واحد في العام.