مما يلاحظ في أيامنا هذه انصراف الشباب عن القراءة والمعرفة الأصيلة وابتعادهم عن منابعها ومصادرها الأولى وهي الكتاب، وانصرافهم إلى وسائل سريعة تتسم بالإثارة ونقص المعلومة وافتقاد الدقة والتوثيق، وعلى رأس هذه المصادر الإنترنت ومواقعه الإلكترونية المتعددة التي يكون معظمها مكتوبا بيد غير متخصصة، أو يكون مكتوباً بيد عابثة مغرضة تتعمد تشويه التراث الإسلامي والعربي، وجذب الشباب إلى مهاوي الفسق والفجور من بوابة المعلومة المثيرة السريعة المصحوبة بالصور الخليعة والإعلانات الماجنة.. لقد أصبح شبابنا ريشة ضعيفة تتقاذفها رياح هذه المواقع.. وأصبحت شاشة الحاسوب كأنها قبلة مقدسة يؤمها الشباب ليل نهار، لاهين عن الصلاة، وعن العلم، وعن واجبات الدراسة وحقوق الأمة، بل عن حقوق الجسد والعقل والروح، وكل منها يحتاج إلى زاد من الراحة والرياضة والترويح والبهجة المنضبطة. أين شباب الأمة الذي يذود عن أعراضها وتراثها وفكرها من هذا الشباب المتهاوي في براثن المواقع المحظورة والشبكات العنكبوتية السامة التي ليس لها علاج إلا بالمزيد من تكاتف المجتمع بجميع قنواته ومؤسساته ومسؤوليه لإنقاذ شبابنا، وزيادة الوعي لديهم للتفرقة بين الغث والسمين، وما هو نافع وما هو ضار.