شرعت السلطات الأمنية والعسكرية اليمنية في محافظة مأرب شرقي العاصمة صنعاء، في تنفيذ حملة عسكرية ضخمة؛ بهدف ملاحقة المتهمين بتخريب أنابيب النفط وأبراج الكهرباء، وذلك بعد أيام من عمليات التخريب المتعمدة من قبل بعض العناصر المحسوبة على النظام السابق، بهدف إفشال مؤتمر الحوار الوطني، المقرر في 18 من مارس الجاري. وأكدت مصادر محلية أن الحملة العسكرية تجمعت بعد وصولها إلى معسكر كوفل قادمة من قيادة المنطقة العسكرية الوسطى، قبل أن تنطلق باتجاه المناطق التي لجأ إليها عدد من منفذي الهجمات التي استهدفت الأنابيب والأبراج، وأغرقت العاصمة ومختلف مدن البلاد في ظلام دامس. وبحسب المصادر، فإن الحملة التي يشارك فيها عدد من الألوية العسكرية من قوات الجيش والقوات الخاصة والشرطة العسكرية والأمن المركزي، اتجهت مساء أول من أمس صوب وادي حباب، الذي يسيطر عليه المسلحون القبليون منذ تفجيرهم لأنبوب النفط قبل يومين، ويمنعون دخول الفرق الفنية لإصلاحه. وأشارت إلى أن الحملة العسكرية تتضمن أكثر من 20 دبابة ومدرعة عسكرية وعربتين راجمتي صواريخ. وكثفت السلطات الحكومية من جهودها للقضاء على ظاهرة استهداف البنية التحتية، خاصة قطاع الكهرباء والنفط، إذ تخسر البلاد نحو 15 مليون دولار يوميا بسبب تفجير أنبوب النفط الممتد من مأرب حتى رأس عيسى بمحافظة الحديدة غربي البلاد، فيما تخسر مليارات الريالات شهريا بسبب مهاجمة قبليين لأبراج الكهرباء في مسعى للحصول على أموال من قبل الحكومة، مقابل وقف الهجمات. في غضون ذلك شكلت وزارة الدفاع غرفة عمليات مشتركة لمتابعة تأمين وتهيئة الأجواء الآمنة لعقد مؤتمر الحوار الوطني، الذي ستبدأ فعالياته منتصف الأسبوع المقبل. وفي سياق متصل، قالت مصادر في لجنة الحوار الوطني، إن الرئيس عبد ربه منصور هادي، سيصدر خلال الساعات القادمة قرارا جمهوريا يدعو فيه إلى مؤتمر الحوار، إضافة إلى إصدار لائحة داخلية للمؤتمر وأسماء المشاركين فيه، كما سيتم قريبا حسم قضية قائمتي الشباب والمرأة، المشاركتين في المؤتمر. وأوضح هادي في كلمة ألقاها في صنعاء أمس أن اليمنيين أمام مرحلة جديدة، ونصح الجميع بالابتعاد عن الغلو والتطرف، لأن ذلك أثر على مسيرة الحياة في البلاد وأوضاعها الاقتصادية والأمنية والسياسية، وقال "مؤتمر الحوار المقبل سيحسم كل القضايا التي تواجه البلد منذ قيام الثورة وحتى اليوم في إطار معالجات تاريخية.