قرر الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الاعتكاف في منزله، وعدم استقبال زواره، وتعليق مهامه التنظيمية كرئيس لحزب المؤتمر الشعبي العام، خلال فترة انعقاد مؤتمر الحوار الوطني، الذي ينطلق بعد أيام قليلة بهدف "التفرغ لكتابة مذكراته الشخصية"، التي قال مصدر في مكتبه إنها ستكون مختلفة عن المذكرات التي نشرها رؤساء قبله. وبحسب مكتب صالح فإن "الزعيم"، وهو اللقب الذي اختاره لنفسه بعد الإطاحة به من الحكم قبل أكثر من عام، قرر أن يعد مذكراته بشكلٍ مختلف عن الطرق المعتادة، حيث سيعقد يوميا لقاءً مع فريق من الخبراء في الإعلام والسياسة والاقتصاد والإدارة، لمناقشة محطات من تاريخه الشخصي منذ أن بدأ نشاطه العام في فترة المشير عبدالله السلال عام 1962. ورأى مراقبون للشأن اليمني أن هذه الخطوة تؤكد خضوع صالح لرغبة المجتمع الدولي في الخروج من المشهد السياسي في البلاد، بهدف إنجاح مؤتمر الحوار الوطني، الذي ينطلق الاثنين المقبل، خاصة أن هناك مطالب من دول كبرى، على رأسها الولاياتالمتحدة بإفساحه المجال للرئيس هادي للعمل بدون أزمات داخلية، بعد أن تزايد تدخل الرئيس السابق في الآونة الأخيرة في الشأن الداخلي. وكان اسم صالح قد ورد في سياق البيان الذي أصدره مجلس الأمن الدولي في السابع عشر من شهر فبراير الماضي باعتباره أحد المعرقلين للتسوية السياسية في البلاد، إلى جانب نائبه الأسبق علي سالم البيض المقيم في بيروت منذ عامين، وتتهمه صنعاء بالتنسيق مع إيران لضرب الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في البلاد. وفي شأن آخر تصاعدت أعمال التخريب من قبل مسلحين في محافظة مأرب لاستهداف البنية التحتية من خلال تفجير أنابيب النفط وأبراج الكهرباء، حيث غرقت العاصمة صنعاء وعدد كبير من المدن في الظلام بعد استهداف عدد من أبراج الكهرباء، كما قام مسلحون مجهولون بتفجير أنبوب النفط في منطقة حباب بمديرية صرواح. ومع أن أسماء المهاجمين لأبراج الكهرباء وأنابيب النفط معروفة لدى أجهزة الأمن، إلا أنها لم تتمكن من إلقاء القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة، رغم وجود قوات كبيرة للجيش في المنطقة. وناشدت وزارة الكهرباء الجهات الرسمية ممثّلة برئاسة الجمهورية ووزارتي الدفاع والداخلية بتعزيز إجراءات الحماية، وضرب العابثين بيدٍ من حديد حمايةً للمصالح العامة، وقالت الوزارة في بيان لها "تجيء هذه الاعتداءات مع اقتراب تدشين الحوار الوطني الشامل؛ حيث تقوم قوى الظلام بالاعتداء على منشآت الشعب".