بعد تصاعد أسعار الأسمنت بمنطقة حائل، ووصول سعره إلى 25 ريالا للكيس الواحد، كشفت "الوطن" وبالصور قيام بعض موردي الأسمنت، بالتحايل على الجهات الرقابية بالمنطقة وتخزينه في جنح الظلام خلال الأيام الماضية بمستودعات خاصة تحتفظ "الوطن" بموقعها، وساهم ذلك بتفاقم الأزمة، وأدى إلى شح في المعروض، ونشوء سوق سوداء يتحكم بها باعة أجانب، ولجأ بعض المواطنين إلى السفر إلى المناطق والمحافظات القريبة بغية تأمين الأسمنت. وأوضح المواطن عبدالمحسن الكويليت أنه تفاجاء بوصول سعر الأسمنت بالسوق إلى 25 ريالا، مضيفا أنه اكتشف وجود مستودعات تخص موردين وعمالة وافدة تتحكم بالسوق تخزن الحمولات وتنزلها للسوق آخر الليل بكميات قليلة، مشيراً إلى أنه قابل عدداً من الوافدين عرضوا عليه استلام المبلغ لتوصيل الأسمنت للمكان وبالعدد المطلوب ب 22 ريالا. وذكر الكويليت أنه أبلغ الجهات المسؤولة، ومنها وزارة التجارة حال وجود العمالة لتفريغ حمولة الأسمنت عند أحد المستودعات في تمام الساعة 12 ليلاً، وقال: "تم التواصل معي والتأكيد على إرسال دورية أمنية للموقع، لكنها لم تصل، وبعد مرور 12 ساعة تم مهاتفتي من فرع وزارة التجارة يستفسرون عن الناقلة والمكان". من جهته، رفض مدير فرع وزارة التجارة بمنطقة حائل طلاع الطلاع الرد على استفسارات "الوطن" مبرراً بأن تعليمات وزارة التجارة تشدد على عدم التصريح لأي جهة إعلامية. أما في تبوك، ومع استمرار أزمة غياب الأسمنت في المنطقة، وقلة المعروض في الأسواق، ما زال هناك من يستثمر هذه الأزمة ويقوم بإخراج الكميات المخصصة للمنطقة إلى مناطق أخرى بهدف زيادة الهامش الربحي. فيما أكدت إدارة شركة أسمنت تبوك أنها عقدت اجتماعات مع الجهات الحكومية لمنع تهريب هذه الكميات لخارج المنطقة. "الوطن" رصدت خلال جولتها الميدانية حمولات كبيرة من الأسمنت على طريق أملج متجهة إلى مدينتي ينبع وجدة والمناطق الأخرى، رغم أن المنطقة تشهد شحا كبيرا في الأسمنت، مما ساهم في الازدحامات على أسواق الأسمنت بشكل لافت. وذكر المواطن عامر مصلح أن منطقة تبوك تعاني من نقص الأسمنت بكميات كبيرة، ومع ذلك يشاهد خروج شاحنات الأسمنت المخصص للمنطقة، لبيع الكميات خارجها، مضيفاً أن هذه الظاهرة أصبحت تشكل هاجساً لدى السكان، متمنياً أن تجد هذه المشكله حلولاً دائمة، وليست وقتية، حتى يستطيع الناس في المنطقة إكمال عملية البناء دون تعطيل؛ بسبب نقص الأسمنت. وأوضح أن الكميات التي خرجت إلى مناطق أخرى لو بيعت داخل المنطقة لساهمت في تقليل الأزمة أو انتهائها. وأبان المواطن سالم مسعد أن أسواق الأسمنت خالية من إنتاج شركة أسمنت تبوك، وإنما الموجود من الشركة الشمالية في الجوف، مبينا أن خروج الأسمنت خارج المنطقة إشكالية كبيرة في هذا الوقت. وطالب سالم الجهات المختصة بمعاقبة أصحاب الشاحنات الذين يقومون بإخراج الكميات المخصصة للمنطقة، وإرجاعها لأسواق تبوك في حالة القبض عليهم وحرمانهم من التحميل فيما بعد. من جانبه، ذكر مدير شركة أسمنت تبوك المهندس عيسى يسلم با عيسى في تصريح ل "الوطن" أن بعض سائقى تحميل الأسمنت يقومون بإخراج الكميات المخصصة للمنطقة وإرسالها للمنطقة الغربية بدلاً من البيع في المنطقة، مما ساهم في زيادة الأزمة. ولفت إلى أن أصحاب تلك الحمولات يهدفون للكسب المادي وزيادة الهامش الربحي، موضحا أنه تم عقد اجتماعات مع الجهات الحكومية المختصة والتنسيق معهم مباشرة؛ لمنع تكرار خروج كميات الأسمنت المخصصة لمنطقة تبوك إلى المناطق الأخرى.