كشف أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل عن أن ما ميز مشروع درء أخطار السيول عن جدة هو عمل أكثر من 180 شابا وشابة من السعوديين في الإدارة والإشراف والمراقبة والمتابعة، قائلا: "إنهم ضربوا المثل الأعلى في الجهد والإتقان والمثابرة على العمل، وأثبتوا أن الإنسان السعودي يبدع إذا أعطي الفرصة"، مشيدا في الوقت ذاته بالجهات الحكومية التي عملت في المشروع الذي أكد أنه أول مشروع تشترك في لجانه المتعددة 21 إدارة حكومية. وقال الأمير خالد الفيصل في كلمة ألقاها في حفل تدشين مشروعات الحل الدائم لسيول جدة، بجوار سد وادي غيا شرق المحافظة أمس، "باسمي.. باسم أهالي منطقة مكةالمكرمة وأهالي مدينة جدة، أسمى آيات الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي عودنا دائماً أن تكون مبادراته تسابق تطلعات مواطنيه.. هذا الملك الذي لا يقدم له مشروع مدروس فيه خير لهذه البلاد والعباد إلا وقد أمر بالإسراع في تنفيذه.. هذا الملك الذي يسهر كل ليلة على راحة مواطنيه، ولا تهنأ عينه بالنوم إلا بعد سماع أخبار جميع المحافظات والمناطق وأهله". وقال "لا بد أن أذكر في هذه المناسبة أنني لن أنسى ما حييت تلك الحظة التاريخية التي اجتمعت فيها ولأول مرة اللجنة الوزارية برئاسة ذلك الرجل الفذ نايف المكانة.. الأمير نايف بن عبد العزيز، رحمه الله، عندما ترأس ذلك الاجتماع في إمارة منطقة مكةالمكرمة في جدة، ووضِع برنامج لهذا المشروع وتوصيات بإعطاء اللجنة الوزارية صلاحيات واستثناءات غير مسبوقة.. وكيف كان موقف الأمير نايف في ذلك اليوم في الإصرار على أن يتم ذلك بأسرع وقت ممكن، فاتصل تليفونياً بخادم الحرمين الشريفين الذي كان خارج المملكة وأخبره بما تم ومحضر اللجنة، فما كان من القائد العظيم إلا الموافقة المبدئية وطلب إرسال المحضر له بسرعة، وصدر الأمر بالتنفيذ في اليوم التالي على ذلك".. وشدد أمير مكةالمكرمة على أنه لن ينسى اليوم الذي قدم فيه نتائج تحقيق لجنة تقصي الحقائق لخادم الحرمين الشريفين، وقال "فيها توصيات كثيرة بما يجب أن يعمل ويفعل لتلافي تلك الكارثة في المستقبل، فما كان منه إلا إصدار أمر في اليوم التالي بالموافقة على جميع التوصيات التي رفعت إليه". كما قدم شكره لولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي قال "إنه عودنا دائماً "على" اهتمامه المباشر في كل ما فيه مصلحة الوطن والمواطن. ولا أنسى هذا الاهتمام منذ أن كان أميراً على الرياض، فقد وجهني بتوجيهات وبنصائح عندما كلفت بإمارة عسير ولا أنساها منذ ذلك اليوم. كما أنني لا أنسى اتصالاته العديدة عندما كنت في أبها وبعدما انتقلت إلى مكةالمكرمة، وهو يسألني عن كل أحوال هذا المجتمع في بلاده الكبيرة وعن مشاريعها، وعن كل ما يحتاجه هذا الجزء الغالي من البلاد، ويقدم المساعدة ويقدم المشورة ويقدم كل ما يستطيع لأبناء وطنه". وأوضح أن مشروع تصريف السيول والأمطار في جدة مشروع عظيم يستحق الدراسة، وأنه طلب منه في مناسبات عديدة أن تسجل هذه التجربة وتوثق حتى يستفاد منها إدارياً واقتصاديا واجتماعيا، في هذه المنطقة وفي غيرها. وقال "هذا المشروع الاستثنائي بدأ بأمر الملك العاجل، ثم بإدارة نايف المكانة المتميزة، ثم بجهد كبير وعظيم من اللجنة الوزارية التي بذلت كل ما في وسعها، وبذلت كل ما في قدراتها وإمكاناتها العلمية والإدارية والحياتية لتجعل من هذا المشروع مشروعاً نموذجياً يحتذى به.. هذا المشروع مميز، لأنه أنجز في وقت قياسي وبجودة وبإتقان قياسي، وقد انتهت المرحلة الأولى والحلول العاجلة في 110 أيام. وانتهت المرحلة الثانية وهي الحلول الدائمة في أقل من عام". وكان أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل قد دشن في وادي غيا شرق جدة أمس، المشاريع الدائمة لدرء أخطار السيول عن جدة، والتي انتهت وفق الخطة التي أعدت لها، بحضور أعضاء اللجنة الوزارية لمشروع تصريف مياه الأمطار، ووزير الشؤون البلدية والقروية الأمير منصور بن متعب، ووزير المالية الدكتور إبراهيم العساف، ووزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين، ووزير النقل الدكتور جبارة الصريصري، وعدد من المسؤولين. مشروعات السدود وقال مدير عام مشروع مياه الأمطار وتصريف مياه السيول المهندس أحمد السليم في كلمته قبيل التدشين إن مشروعات الحلول الدائمة لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول شملت إنشاء 5 سدود وملحقاتها، وتوسعة مجاري تصريف مياه الأمطار الحالية، إضافة لإنشاء قناة جديدة لتصريف مياه الأمطار بمحاذاة مطار الملك عبد العزيز الدولي. وبيّن أن سد وادي أم حبيلن وصل للارتفاع الكامل المطلوب، وهو 13 مترا، حيث انتهت جميع الأعمال المتعلقة به، وكذلك الحال للسد الرديف، مشيرا إلى أنه تم فتح جميع تقاطعات الطرق أمام الحركة المرورية. أما سد وادي دغبج فانتهت الأعمال فيه، ولم يتبق سوى أعمال الحواجز الحديدية بجانب القناة الفرعية، وتم فتح 7 تقاطعات أمام حركة السير، أما سد وادي بريمان فقد انتهت أعمال الخرسانة لواجهة السد الأساسي والسد الرديف. وأبان المهندس السليم أن العمل في سد وادي غليل أنجز بالكامل من حيث الخرسانة وردم طبقات السد والسد الجانبي، إضافة إلى الانتهاء من أعمال طرق الخدمات التابعة للسد دون تأخير. مشروعات القنوات وكشف مدير عام المشروع عن انتهاء العمل في مجرى السيل الجنوبي، بعد إنجاز أعمال الردم والإزالة، وتوسعة جوانب مجرى السيل القائم، واستبدال الجسور وتركيب السياج الحديدي على جانبي مجرى السيل بنسبة 98.1%. وعن مجرى السيل الشمالي أبان أنه تم الانتهاء بالكامل من أعمال الإسفلت في طرق الأندلس بنسبة إنجاز 100 %، وشارع إسماعيل أبو داوود، فيما تم الانتهاء من تركيب 189 مترا من مواسير تصريف مياه الأمطار الخرسانية، قطر 300 مليمتر، شرق الخط السريع بمنطقة الواحة، وتركيب شرائح بوابات الإغلاق على مصب البحر الأحمر، والانتهاء من تركيب 145 مترا من المصارف الطولية بمنطقة الواحة. وأوضح أنه تم رفع الطاقة الاستيعابية لمجرى السيل الشرقي عبر إزالة 499,913 مترا مكعبا من الخرسانة القائمة، وحفر 2.7 مليون متر مكعب، وصب خرسانة نظافة لجوانب وأرضية مجرى سيل بمقدار 61,999 مترا مكعبا، وتركيب حديد الحماية الجانبي للقناة، وفتح جميع الجسور على القناة الشرقية لحركة المرور بواقع 14 جسرا. مشروعات المصبات وأكد المهندس السليم أنه تم الانتهاء من حفر 90% من المصب (أ) على البحر الأحمر، وحفر 91.6% من المصب (ب)، وتركيب 316.5 مترا طوليا من خطوط الأنابيب من أصل 456 مترا في المصب (أ)، وتركيب 402 متر من خطي الأنابيب من أصل 537 مترا في المصب (ب)، وانتهاء أعمال غرف التفتيش في المصب (أ) و3 غرف تفتيش من أصل 4 غرف في المصب (ب)، فيما يجري العمل حاليا على تركيب نقاط التجميع والأرصفة. وذكر مدير عام مشروع مياه الأمطار وتصريف السيول أنه تم الانتهاء من جميع أعمال تركيب الأنابيب والأعمال الخرسانية في طريق الملك عبدالعزيز، متوقعا إعادة فتح الطريق أمام المركبات خلال الأسبوع المقبل، تمهيدا للبدء في أعمال المرحلة الثانية.