تحول لقاء تأبين الروائي الرحل إبراهيم الناصر الحميدان في الرياض أول من أمس إلى تصفية حسابات، ابتدأها الكاتب والشاعر زياد السالم الذي هاجم الروائي عبده خال، واصفاً إياه ب"الضفدع" وأنه لا يجيد الكتابة، مما أدى لاحتدام سجال انطلقت شرارته من نفي خال تأثير الحميدان فيه وأبناء جيله، قائلا إنهم تعلموا الرواية من الأدب الغربي، وليس من الحميدان، الذي انتقل إلى رحمة الله الجمعة الماضي.. وهو ما لم يتقبله السالم، معتبرا ما قاله خال بمثابة سحق لتاريخ الحميدان، وتشويهاً لمسيرته، قبل أن يصف خال بأنه ضفدع يقفز من شجرة لأخرى، في حين أن الطير الحر هو من يمسح المكان وينظر له من أعلى، وتابع هجومه قائلا إن عبده خال يذكره بحكاية العملاق والقزم، فالعملاق يستطيع أن يحمل القزم، أما القزم فلا يستطيع إلا أن يصعد على أكتاف العملاق، على حد تعبيره. ولم يسلم نتاج خال الروائي من هجوم السالم، متهما إياه بأنه لا يجيد الكتابة، ويقتبس كثيراً، مستشهدا برواية "ترمي بشرر" الحائزة على جائزة البوكر العربية 2010 ، ذاكرا أن بها عيوبا لا يقع فيها كاتب مبتدئ، مما أثارعدداً من الحضور، ومنهم الكاتبة رغدة التي انسحبت بعد أن قالت "لا أرضى أن أستمع لمثل هذا الحديث وهو يوجه للأستاذ عبده خال". من جهته جاء رد خال هادئا، ناعتا السالم بأنه لا يفقه شيئاً في الكتابة، وقال موجها حديثه إليه: يبدو أن خبرتك تنحصر في العسكرية، ثم إنه ليس لديك روايات، واستمر ساخراً " يبدو أنك كنت تشاهد فيلماً مصرياً أثناء قراءتك للرواية"، وهو ما أثار حماس الحضور الذين بادروا بالتصفيق. واستاء المنظمون من مداخلة السالم، حيث طلب منه إنهاء المداخلة، رغم محاولاته الاستطراد، فيما لم تفلح محاولات بعض المثقفين لمصالحة الاثنين، حيث رفض خال وبدا متذمرا مما اعتبره إساءة "شخصية"، مؤكداً أن ما حدث جدال فكري، لا علاقة له بالمصافحة، فيما أبدى الحضور المغاربة أسفهم لما حدث، وقال أحدهم " منذ الثمانينات وأنا بالسعودية، وحضرت كثيراً من الصالونات الثقافية، ولم أشاهد إطلاقاً مثل هذا النقد الشخصي، وأتمنى ألا يفسد ذلك مثل هذه النقاشات".