وعد أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بتحقيق آمال خادم الحرمين الشريفين في مكةالمكرمة، وهو الذي ما بخل أبدا على المشاريع بل إنه قال يوما من الأيام وأمام العالم أجمع في التلفزيون " ليس هناك شي يغلى على مكة ". مؤكدا بأننا نستمد هذه الروح الوثابة من هذا القائد العظيم لهذه الأراضي المقدسة. جاء ذلك خلال رعايته اليوم الملتقى الأول لتطوير المناطق العشوائية الذي ينظمه كرسي الأمير خالد الفيصل لتطوير المناطق والأحياء العشوائية بمنطقة مكةالمكرمة بجامعة أم القرى لمدة يومين, وذلك بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بالمدينة الجامعية بالعابدية بعنوان "جهود محلية وتجارب عالمية" بمشاركة نخبة من الخبراء العالميين من بريطانيا وباكستان وإسطنبول. حيث كان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس وأمين العاصمة المقدسة رئيس الهيئة الاستشارية للكرسي الدكتور أسامة بن فضل البار ووكلاء الجامعة والمشرف العام على الكرسي الدكتور أمجد بن عبدالرحمن مغربي. وبدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القران الكريم ، عقب ذلك شاهد سموه والحضور فيلما تعريفيا عن الكرسي وأهدافه وبرامجه وأنشطته وإنجازاته. ثم ألقى المشرف العام على الكرسي رئيس اللجنة التنظيمية للملتقى الدكتور أمجد بن عبدالرحمن مغربي كلمة أعرب فيها عن شكره لسمو أمير منطقة مكةالمكرمة على رعايته لهذا الملتقى الذي يمثل أحد أنشطة الكرسي مؤكدا أن رعاية سموه تأكيد على إيمان سموه بالبحث العلمي وأهميته في منظومة التطوير والنمو الحضري بالمنطقة عمرانيا واجتماعيا اقتصاديا وأمنيا. وأبان أنه في هذا الملتقى يجتمع العلماء والخبراء والمختصون في مجال تطوير المناطق العشوائية لتحليل ومقارنة تجاربهم العالمية الناجحة في التعامل مع العشوائيات إلى جانب مناقشة وعرض الجهود المحلية وصياغة آليات لتطوير المناطق العشوائية بمكةالمكرمة يناقشون جنباً إلى جنب مع الجهات الحكومية وبعض شركات تطوير المناطق العشوائية الرؤى والتوجهات نحو تطوير مكةالمكرمة لتكون في مصاف مدن العالم الأول مؤكدا أن الشراكة المجتمعية من خلال هذا الكرسي والمتمثلة في ورش العمل والبحث العلمي المنهجي والتطبيقي، إضافة إلى الشراكات مع كبرى الجهات البحثية العالمية سوف تلعب دوراً هاماً في تعزيز العلاقة بين الكرسي والجهات الفاعلة في عمليات التطوير من القطاعات الحكومية وشركات القطاع الخاص و المواطنين والمقيمين على حد سواء. هذه العلاقة مبنيَّة على أسس علميَّة لتقييم بدائل تَنْمية المناطق العشوائية وتطويرها وباستخدام مؤشرات أداء تطوير المناطق العشوائية والتنمية الاجتماعية كمدخل للتطوير. وأعرب عن أمله في أن يخلص الملتقى إلى وضع خارطة طريق واضحة المعالم للتعامل الأمثل مع المناطق العشوائية بصورة متكاملة بما يحقق الهدف الأسمى للكرسي ألا وهو "الارتقاء بالإنسان قبل المكان" متوجها بخالص شكره وتقديره لمدير الجامعة وللهيئة الاستشارية للكرسي برئاسة أمين العاصمة المقدسة على دعمهم غير المحدود للكرسي وأنشطته المختلفة كم شكر الداعم الرئيسي للكرسي مجموعة بن لادن السعودية. عد ذلك ألقى مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس كلمة أكد فيها أن مكةالمكرمة شَهِدَتْ على مرِّ تاريخِها حركةً حضاريَّةً لا تُخطئها العينُ كما شهدتْ أولَ مشروعٍ مائيٍّ في التاريخ هو عينُ زُبَيْدةَ وحركةً علميةً ثَرِيَّةً وحيويةً تجاريَّةً مشهودةً ودبلوماسيةً سياسيةً فريدةً وحظيت باهتمام بالغ من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة والذي قال في إحدى المناسبات : "أنا مصرٌّ على أن أرى مكةَالمكرمةَ أجملَ مدنِ العالمِ ولن أتراجعَ عن تنفيذِ المشاريعِ التي تؤدِّي إلى تحقيقِ هذا الهدف" . وبين عساس أنَّ كرسيَّ الأميرِ خالدِ الفيصل لتطويرِ العشوائياتِ الذي تَشْرُفُ بتشغيلِهِ جامعةُ أمِّ القرى هو واحدٌ من تلك المشاريعِ التي تحقِّقُ هدفَ الأميرِ في أنْ تكونَ مكةُ أجملَ مدنِ العالمِ بل هو على رأسِ تلك المشاريعِ لافتا النظر إلى إنَّ الملتقى الأولَ لتطويرِ العشوائياتِ الذي ينعقدُ تحت عُنْوان : "جهودٌ مَحَلِّيةٌ وتجارِبُ عالميةٌ" يُمثِّلُ أسلوباً جديداً في التعاملِ مع قضايا العشوائياتِ لأنَّهُ يعتصرُ التجارِبَ المحليةَ والدَّوْليةَ ويستعرضُ البدائلَ المتاحةَ. وهو بذلكَ يضعُ المهادَ العِلْميَّ للمشروعِ العمليِّ، وما أجملَ أنْ تنطلقَ مشاريعُ التطويرِ من أسسٍ علميةٍ متينةٍ مُحكمةٍ مؤكدا أن المشروعَ التطويريَّ سيضيفُ لمكةَ حداثَتَها دون أن يَسْلُبَها عَبَقها وسيشكِّلُ حاضرَها دونَ أن يَطْمِسَ ماضيَها وسيُعطِيها بريقَ الحضارةِ دونَ أن يأخذَ منها أصالةَ التُّراثِ. إثر ذلك ألقى سمو الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة كلمة أكد فيها أن الحديث عن العشوائيات ومعالجة هذه الأحياء وتطويرها يحتاج إلى مثل هذا الملتقى معربا عن شكره لجامعة أم القرى على تبنيها لهذا الكرسي الذي أنشئ بعد إطلاق مشروع معالجة وتطوير الأحياء العشوائية في مكةالمكرمة والذي باركه ووافق عليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود يحفظه الله. وقال سموه : إننا نستمد هذه الروح الوثابة من هذا القائد العظيم لهذه الأراضي المقدسة وأعدكم إن شاء الله أن نحقق آماله في هذه المدينة وهو الذي ما بخل أبدا على مشاريع بل إنه قال يوما من الأيام وأمام العالم أجمع في التلفزيون " ليس هناك شي يغلى على مكة ". وأضاف قائلا : إن أول مشروع رفعته لخادم الحرمين الشريفين بعد أن تشرفت بخدمة هذه المنطقة بتولي إمارتها هو مشروع معالجة تطوير الأحياء العشوائية وقد لقيت تجاوبا سريعا من رائد التنمية بالمملكة , وشكلت له لجنة وزارية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز آل سعود عندما كان وزيرا للشؤون البلدية والقروية , ثم بعد ذلك رأس اللجنة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- وهو الذي يجب أن نذكره فنشكره ونذكر تلك الدفعات العظيمة التي كنا نشعر بأهميتها في جميع اجتماعاتنا لتنفيذ هذا المشروع. وبين سموه أن مشكلة الأحياء العشوائية لا تختصر على مكةالمكرمة أو المملكة بل هي مشكلة عالمية وقد لا تكون هناك مدينة كبيرة في العالم ليس فيها أحياء عشوائية وليس فيها محاولات لإصلاح أمر هذه الأحياء مشيرا إلى أن هناك نجاحات ولكن وللأسف الإحباطات أكثر من النجاحات في تلك المدن لافتا النظر إلى أن هناك من ترك الأحياء العشوائية في أوساط المدن الكبيرة للقدر ليحل مشكلته وهناك من حاول , ونحن عندما شرعنا في دراسة وسيلة وطريقة معالجة الأحياء العشوائية في منطقة مكةالمكرمة وخصوصا في مدينة مكةالمكرمة واجهتنا عدة مشاكل ولعلها لا تكمن هذه المشاكل إلا في هذه المدينة, حيث إن مكةالمكرمة تستقبل الحجاج والمعتمرين منذ الأزل ولكن هناك من يتأخر ويتخلف ويبقى كما أن هناك من الذين فروا بدينهم من بلدانهم وتوجه لهذه الأرض المقدسة واستقبلتهم هذه البلاد إنسانا وحكومة وقيادة فبقوا في هذه المدينة سنين طويلة حتى أستفحل الأمر فأصبح لابد من معالجة هذه المشكلة في هذه المدينة فوضعت الدراسات واللوائح والدراسات اللازمة. وأكد سمو أمير منطقة مكةالمكرمة أن التجربة السعودية في هذه المنطقة تتميز عن جميع التجارب العالمية لمعالجة الأحياء العشوائية لأنها ترتكز أولا وقبل كل شي على الإنسان واصفا إياها أنها تجربة إنسانية قبل أن تكون عمرانية أو مدنية أو تخطيطية فهناك عشرات الآلاف بل وصلوا إلى مئات الألوف ممن يقطنون في هذه الأحياء بدون هوية وبدون عمل وأصبح هناك تحديا كبيرا لأن المسألة ليست إعادة تخطيط هذه الأحياء وليست إزالة بعض المنشآت عليها أو فتح شوارع أو إقامة بعض المرافق الحكومية والخدمية , بل إن المشكلة الأساسية والتي أصرت لجنة تطوير الأحياء العشوائية على مواجهتها وعلى حلها هي المشكلة الإنسانية وهي إصلاح وضع وأمر هؤلاء البشر الذين يسكنون هذه الأحياء فتعهدت الدولة ممثلة بهذه اللجنة الوزارية بأن يبدأوا أولا بإحصاء للجنسيات التي تسكن وتقطن هذه الأحياء ثم دراسة مشاكلهم أسرة أسرة فردا فردا ثم دراسة الحلول الناجعة لمعالجة هذه المشكلة. وأبان سمو الأمير خالد الفيصل أنه يوجد في هذه المنطقة مئات الألوف من البشر يحتاجون إلى إصلاح وتصحيح وضعهم ونقلهم من إقامة غير نظامية إلى إقامة نظامية ثم إيجاد فرص عمل لهؤلاء الناس لمن يستطيع العمل منهم ثم تعليم وتدريب وتأهيل الشباب والشابات في هذه البلاد بعد ذلك نبدأ في تنفيذ المخططات الجديدة لهذه الأحياء , ولم يكن همنا في البداية هو إزالة المنازل وفتح الشوارع ولكن همنا الأساسي أن ننقل هذا الإنسان إلى مستوى معيشي يحفظ كرامته لذلك أخذنا وقتا طويلا في الدراسة ولكنه وقت كان لابد أن نستنفذه لدراسة أحوال هؤلاء الناس فردا وأسرة وإيجاد المساكن التي سوف ينقلون إليها . وقال سموه : لقد اتفقنا مع وزارة العمل على إيجاد فرص وظائف وقررنا كذلك أن تستقبل الشركات الكبيرة التي تنفذ المشاريع في هذه المنطقة أن تستقبل هؤلاء الشباب وهؤلاء الناس من رجال ومن نساء في أعمال لهذه المنطقة وتكون الفائدة لهم ولهذه البلاد وليكونوا كذلك من المقيمين وربما في يوم من الأيام من المواطنين الصالحين , وهذه كانت رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود , وهذا هو مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتصحيح وضع هؤلاء البشر , هذا هو تعهد من هذه الدولة للمقيمين في كنفها بعد أن أقاموا بيننا ولهم حق علينا بأن نحتضنهم . بعد ذلك تسلم سمو أمير منطقة مكةالمكرمة من مدير جامعة أم القرى , وعميد كلية التربية بالجامعة الدكتور زايد بن عجير الحارثي نسخة من كتاب « العلم والتعليم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود » الذي أعده 25 من من أساتذة كلية التربية , ودشنه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة بحضور وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري في حفل افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب وذلك كرسالة شكر وتقدير لقائدة مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله - على جهوده المباركة نحو دعم مسيرة التعليم بشقيه العام والعالي في بلادنا المباركة. ثم التقطت الصور التذكارية لفريق إعداد الكتاب مع سموه. بعدها كرم سموه الداعم الرسمي للكرسي مجموعة بن لادن السعودية كما كرم محافظ بلدية إسطنبول الكبرى السيد قادر طوباش , فيما كرّم أستاذ الكرسي الدكتور صالح بن علي الهذلول. وفي نهاية الحفل تسلم سمو أمير منطقة مكةالمكرمة هدية تذكارية من مدير جامعة أم القرى بهذه المناسبة . بعد ذلك انطلقت فعاليات الملتقى بعقد ثلاث جلسات طرحت خلالها إحدى عشرة محاضرة حيث تناولت الجلسة الأولى التي ترأسها أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار محور تجارب عالمية في التعامل مع العشوائيات من خلال أربع محاضرات تحدث في بدايتها البروفيسور بابر كاهن ممتاز من الولاياتالمتحدةالأمريكية عن تحويل السكن العشوائي وتناول في المحاضرة الثانية الدكتور أحمد منير سليمان من جمهورية مصر المقررات التمهيدية نحو الابتكار للتطوير الحضري غير الرسمي في مصر فيما تحدث في المحاضرة الثالثة الدكتور فروبس دافيد سون من بريطانيا عن تجربة الترقية المتكاملة في الإسماعيلية بمصر واختتمت الجلسة الأولى بمحاضرة الدكتور طارق رشيد من مصر حول الجيوفضائية وتكنولوجيات الكشف ورسم الخرائط وإدارة استباقية المناطق والأحياء الفقيرة . عقب ذلك بدأت الجلسة الثانية برئاسة أمين عام هيئة تطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة الدكتور سامي بن ياسبن برهمين لمناقشة محور الجهود المحلية في صياغة آليات وحلول التطوير للعشوائيات بمكةالمكرمة تحدث في مستهلها معالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار عن مكة بدون عشوائيات عقبه تناول أمين عام هيئة تطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة الدكتور سامي برهمين الرؤى المستقبلية للتعامل مع العشوائيات بمكةالمكرمة. ثم تحدث مساعد أمين محافظة جدة للتخطيط الاستراتيجي الدكتور عبدالقادر بن عثمان أمير عن إستراتيجية إحياء وتطوير المناطق العشوائية في محافظة جدة وخصصت الجلسة الثالثة التي ترأسها وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخضيري لمحور التجارب والجهود المحلية في صياغة آليات وحلول التطوير للعشوائيات حيث تحدث في باديتها الدكتور محافظ بلدية إسطنبول الكبرى الدكتور قادر طوباش عن تطوير المناطق العشوائية في إسطنبول ثم قدم المدير التنفيذي لشركة ريسان للتطوير العمراني المهندس فؤاد بن حسن سروجي تجربة تطوير حي الرويس بمحافظة جدة تلاه تناول المدير التنفيذي لشركة البلد الأمين الدكتور عبدالله بن محمد سراج الدين في محاضرته تطوير الأحياء الشعبية بمكةالمكرمة في ظل الخصائص الاجتماعية للساكنين واختتم مدير عام شركة أم القرى للتنمية والإعمار المهندس محمد بن عبدالمحسن القناوي محاضرات الجلسة الثالثة بالحديث عن مشروع طريق الملك عبد العزيز بمكةالمكرمة "رؤية تنموية لمعالجة العشوائيات". وسيواصل الملتقى فعالياته يوم غد بعقد ورشة عمل متخصصة بفندق فيرمونت بمكةالمكرمة بعنوان "رؤى وتوجهات نحو تطوير المناطق العشوائية" وذلك من خلال جلستين الأولى برئاسة أستاذ كرسي الأمير خالد الفيصل لتطوير المناطق العشوائية بمنطقة مكةالمكرمة الدكتور صالح بن علي الهذلول خصصت لتبيان دور المؤسسات والجهات المختصة في عملية تطوير العشوائيات والثانية برئاسة المشرف العام على الكرسي الدكتور أمجد بن عبدالرحمن مغربي خصصت لتوضيح الشراكة المجتمعية وتطوير العشوائيات "رؤية وخارطة طريق للكرسي" حضر الحفل وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخضيري ومدير شرطة العاصمة المقدسة اللواء إبراهيم الحمزي وأمين عام هيئة تطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة الدكتور سامي برهمين وعدد من المسؤولين ورجال الأعمال.