منح مدرب الفريق الأول لكرة القدم في نادي الفتح، التونسي فتحي الجبال، لاعبي فريقه راحة عن التدريبات أمس، بعد الانتصار الثمين الذي حققه الفريق أول من أمس على الاتحاد بثنائية نظيفة ضمن الجولة ال21 لدوري زين للمحترفين، على أن تستأنف مساء اليوم، استعدادا لملاقاة الفيصلي الخميس المقبل في الأحساء. وأكد الجبال أن فريقه بحاجة لتحقيق 8 نقاط من 5 مباريات ليضمن تحقيق لقب الدوري لأول مرة في تاريخه ما يعد إنجازا تاريخيا غير مسبوق. وأضاف "وصلنا مرحلة تتطلب وتفرض علينا تركيزا عاليا للغاية سواء كجهاز فني أو إدارة أو لاعبين، وهذا يتطلب مزيدا من العمل، ونحن نحضر لكل مباراة على حدا، ونعد كل مباراة في الواقع مباراة كؤوس، وبالتالي سنحضر للفيصلي الذي يصارع من أجل البقاء، ولن يكون سهلا علينا كما يعتقد البعض". وتابع "نحن أمام مغامرة كبيرة، وعلينا أن نواصل الوصول للهدف الذي لم يكن موضوعا في بالنا منذ بداية الموسم، ولكن الأمر فرض علينا، ويتوجب أن نتمسك به حتى آخر لحظة". وعن الإصابات، أجاب "لم تكن لدينا أية إصابة سوى التي يعانيها شادي أبو هشهش، ولهذا السبب غاب عن لقاء الاتحاد، لكنه سيكون جاهزا لخوض الجولة المقبلة إن شاء الله". في المقابل، وفي وقت أصبحت فيه إقالة المدربين في أندية دوري زين للمحترفين ظاهرة هذا الموسم، يسجل الجبال نفسه كحالة فريدة تشهدها الكرة السعودية بالبقاء مدربا مع الفريق لخمسة أعوام على التوالي. وشكل الجبال (48 عاما) علامة فارقة في تطور مستوى الفتح خلال السنوات الماضية حتى بلغ معه هذا العام صدارة الدوري السعودي مقتربا من تحقيق اللقب الأول في تاريخه. وفي ظل الهدر المالي على المدربين العالميين الذين ألغيت عقودهم مع الأندية الكبيرة، يتجلى اسم الجبال كمدرب عربي أثبت بالعمل الفني المميز أن النجاح لا يقاس بالجنسية بل بالجهد، حتى بات يصنف ضمن قائمة أفضل المدربين الذين مروا على الأندية في المملكة. مسيرة بدأ الجبال العمل مع الفتح في يناير 2008 بعد أن خاض تجربتين ناجحتين مع هجر ونجران، حيث بنى خلال موسمين فريقا فتحاويا منظما وطموحا صعد به إلى دوري الأضواء عقب خمسة مواسم في دوري أندية الدرجة الأولى ليقدمه في "زين" بأجمل حلة وأبهى صورة بين الكبار كفريق قوي تحترمه الفرق الأخرى وتعمل له ألف حساب. ففي موسم 2009/ 2010 حل بالفريق في المركز الثامن في سلم الترتيب، ورغم تراجعه إلى التاسع في 2011/2010، قاده إلى السادس بفارق الأهداف عن الاتحاد. واليوم يتربع معه على صدارة الدوري برصيد 52 نقطة، ماضيا نحو تحقيق لقب البطولة. إنجازات تعددت الأسماء العالمية بمختلف الجنسيات الأوروبية ونالت الشهرة الإعلامية منذ وصولها إلى المملكة، ولكنها لم تصمد بسبب سوء النتائج التي تحققت لفرقها، أما الجبال العربي القادم من تونس، فقد حقق بعيدا عن الأضواء تميزا غير مسبوق وأرقاما جديدة، حيث يعد المدرب الوحيد الذي استمر لأكثر من خمسة مواسم مع فريقه إذ جرت العادة ألا يزيد عمر المدرب في الملاعب السعودية عن عام واحد، بل إن بعض الأندية تتخبط فتتعاقد مع ثلاثة مدربين في الموسم الواحد. حقق الجبال مع الفتح هذا الموسم 16 فوزا كأكثر الفرق انتصارا في الدوري، خصوصا على ملعبه في الأحساء (27 نقطة)، وهو أقل الفرق تعرضا للخسارة، حيث لم يخسر سوى لقاء وحيد أمام الشباب، كما أنه صاحب أقوى الفرق دفاعا فلم يستقبل مرماه سوى 20 هدفا. قالوا عنه قال المدرب الوطني يوسف عنبر، "إن الجبال مدرب قدير يتفق الجميع على نجاحه، وهذا النجاح لم يتأت من فراغ، بل بفضل العمل التكاملي الذي يؤديه الجهاز الإداري واللاعبون. وقد نجح في النواحي الفنية وفي قراءة الفريق المنافس جيدا، حيث تميز فريقه بسبب نظرته الفنية بتنفيذ التكتيك الجيد داخل الملعب وسرعة الكرات المرتدة وترابط الصفوف وتقاربها، الأمر الذي جعل الفتح يظهر في جميع لقاءاته بصورة فنية رائعة وثابتة". وأضاف "يلاحظ المتابع للفريق الفتحاوي تناغما كبيرا بين الصفوف الخلفية والأمامية، واستفاد مدربه العربي من عدد من اللاعبين الذي لم ينجحوا في أندية أخرى بإعادة اكتشافهم بتوظيفهم جيدا داخل الملعب. فاللاعب يتبع المجموعة والمجموعة تؤثر في اللاعب وهذا ما يحدث في الفتح".