أكد مسؤولون فلسطينيون في حديث ل"الوطن" أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أبلغ وفدا فلسطينيا مؤخرا في واشنطن أن ليس لدى الإدارة الأميركية ما تطرحه على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي خلال الزيارة المقبلة للرئيس الأميركي باراك أوباما للمنطقة في العشرين من مارس الجاري، إنما سيعمد إلى الاستماع من الطرفين، ومن ثم تحديد الخطوات المقبلة وما يمكن عمله لتحريك المفاوضات. وأضاف المسؤولون أن هناك تفهما أميركيا للمطالب الفلسطينية والطموحات الفلسطينية بالدولة، ومع ذلك فقد تم الطلب من الفلسطينيين عدم القيام بأي خطوات للانضمام للمنظمات الدولية بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة القبول بفلسطين دولة مراقب غير عضو. وفي سياق متصل قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأجيل نشر طلبات العروض لبناء وحدات استيطانية بالضفة الغربيةوالقدسالشرقية حتى نهاية زيارة أوباما. وأوضحت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أمس أن نتنياهو قال إن هذا "التعليق" ليس تجميدا للبناء في المستوطنات والهدف منه فقط "عدم إحراج" القادة السياسيين أثناء زيارة أوباما. وفي مارس 2010 أثار إعلان إسرائيل عن مشروع بناء وحدات استيطانية جديدة بحي استيطاني بالقدسالشرقية، أثناء زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، أزمة حادة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وقالت الصحيفة "بناء على تعليمات نتنياهو لن ينشر أي طلب عروض جديد في هذه المناطق في الأسابيع المقبلة. كما أن المشاريع التي حدد جدولها الزمني لن تنفذ، وتم أيضا تأجيل الإجراءات الإدارية كافة التي تشمل طلبات عروض عامة". ومن المقرر أن يقوم أوباما بزيارة رسمية للأراضي المحتلة والضفة الغربية بين 20 و22 مارس المقبل. ويشكل الاستيطان أحد أهم نقاط الخلاف في مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين والمتوقفة منذ سبتمبر 2010. من جهة أخرى، رفض الفلسطينيون "ماراثونا" رياضيا نظمته بلدية القدسالغربية، بدعم من الحكومة الإسرائيلية، أمس في القدسالمحتلة لتكريس مزاعمها بسيادتها على المدينة، وهو ما رد عليه فلسطينيون بتنظيم "ماراثون" مضاد سارعت الشرطة الإسرائيلية لقمعه واعتقال عدد من المشاركين فيه. وهذه هي السنة الثانية التي يخوض فيها الفلسطينيون مواجهة مع الاحتلال على خلفية ما تسميه إسرائيل "ماراثون القدس" حيث لوحظ أن عددا من الشركات العالمية رفضت رعايته بعد تهديدات عربية وإسلامية العام الماضي بمقاطعتها. إلى ذلك قال مسؤولون إسرائيليون إن محادثات تشكيل حكومة ائتلافية في إسرائيل التي لم تحقق نتائج أجبرت نتنياهو على طلب منحه مزيدا من الوقت لتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة وتفادي إجراء انتخابات جديدة. وذكروا أن نتنياهو سيجتمع مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس اليوم ليطلب فترة إضافية مدتها أسبوعان بعد أن استنفد حزب الليكود الذي يتزعمه والفائز في الانتخابات فترة الأربعة أسابيع المحددة له لتشكيل الائتلاف. ومن المتوقع أن يقبل بيريس طلب نتنياهو. وإذا فشل رئيس الوزراء اليميني في استمالة ما يكفي من الحلفاء لتأمين الحصول على أغلبية برلمانية بحلول 16 مارس فقد يسلم بيريس مهمة تشكيل الحكومة إلى زعيم حزب منافس. وإذا لم تنجح أيضا تلك المساعي الجديدة سيضطر الإسرائيليون للذهاب لصناديق الاقتراع مرة ثانية.