استبعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الجمعة اي تغيير في السياسة حيال القدس قبل اجتماع لحكومته المصغرة التي يفترض ان تعد رد الدولة العبرية على الضغوط الاميركية المتزايدة بشأن الاستيطان. وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان ان نتنياهو "سيقدم اليوم الى حكومة الوزراء السبعة المصغرة سلسلة من الملفات على اساس الاتصالات التي اجراها في الولاياتالمتحدة لتحريك مفاوضات السلام مع الفلسطينيين". الا ان نتنياهو اكد مجددا انه "لن يكون هناك اي تغيير في سياسة اسرائيل فيما يتعلق بالقدس وهي سياسة جميع الحكومات الاسرائيلية منذ 42 عاما". ومن غير المرجح ان يؤدي اجتماع الوزراء السبعة الرئيسيين الذين يشكلون الحكومة الامنية الى تسوية سريعة للازمة مع واشنطن بينما تستعد اسرائيل ايضا للاحتفال بعيد الفصح اليهودي. وقال الامين العام لمجلس الوزراء زفي هاوزر للاذاعة العامة "يجب الانتظار بصبر، كل جوانب المشكلة تناقش ومنتدى الوزراء السبعة سيقوم بصوغ موقف اسرائيل بحسب مصالح اسرائيل وفي الوقت اللازم لتحقيق ذلك". وكان نتنياهو عاد مساء الخميس الى اسرائيل بعد زيارة للولايات المتحدة جرت في اجواء متوترة ولم تسمح بحل الازمة مع ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما، ما يطرح شكوكا حول تحريك المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية. ويشكل الخلاف حول المستوطنات اليهودية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية العقبة الرئيسية امام تحريك عملية السلام في الشرق الاوسط. ويشترط الفلسطينيون وقفا كاملا للنشاط الاستيطاني للعودة الى طاولة المفاوضات. وتحت ضغط الولاياتالمتحدة، اعلنت اسرائيل في نوفمبر الماضي وقفا محدودا ومؤقتا لعشرة اشهر لبناء وحدات سكنية جديدة في الضفة الغربية. لكن هذا القرار لا يشمل القدسالشرقية العربية التي احتلتها اسرائيل وضمتها في 1967، وتنوي الاستمرار في بناء مساكن لليهود فيها. وتعتبر اسرائيل المدينة المقدسة بشطريها عاصمتها "الموحدة والابدية" بينما يريد الفلسطينيون ان يكون شطرها الشرقي عاصمة لدولتهم المقبلة. ولا تعترف الاسرة الدولية بضم اسرائيل القدسالشرقية. وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان رئيس الوزراء سيقدم الى حكومته المصغرة وثيقة مكتوبة تكرر مطالب اوباما لتحريك المفاوضات المتوقفة منذ نهاية 2008 مع الفلسطينيين. ويطلب اوباما في هذه الوثيقة على ما يبدو من نتنياهو التعهد بعدم استئناف النشاط الاستيطاني في الضفة الغربيةالمحتلة في سبتمبر المقبل بعد انتهاء المهلة التي حددتها اسرائيل في تشرين/ نوفمبر الماضي. كما يريد اوباما من اسرائيل وقف بناء الوحدات الاستيطانية في القدسالشرقية التي احتلتها اسرائيل وضمتها في 1967. وهذا الطلب رفضه نتنياهو اصلا. ويأمل الرئيس الاميركي في اطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين. ويصر اوباما ايضا على ضرورة مناقشة كل "القضايا الاساسية" وخصوصا حدود الدولة الفلسطينية المقبلة، بحسب ما ذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية. وانتقدت وسائل الاعلام الاسرائيلية زيارة نتنياهو لواشنطن وقالت ان الازمة بين البلدين تفاقمت. وسعى الاميركيون والاسرائيليون على السواء الى التقليل من حجم الخلافات التي ظهرت خلال المحادثات بين نتنياهو واوباما هذ الاسبوع في البيت الابيض وتحدثوا عن "تقدم". لكن كل المحللين الاسرائيليين رأوا ان الزيارة ادت الى "فشل ذريع" ومن غير المرجح ان تستجيب الحكومة الامنية الاسرائيلية لمطالب واشنطن.