تعد مهنة صناعة القوارب الخشبية مهنة الكثير من قدامى الصيادين، بيد أنها في الوقت الراهن تقارب على الاندثار لعدة أسباب، من أهمها وفاة أغلب النجارين المهرة الذين كانوا يتقنون هذه المهنة على مدى سنوات طويلة، وعزوف الكثير من الشباب عن مزاولة مهنة آبائهم وأجدادهم وانخراطهم في وظائف مريحة بعيدا عن المطرقة والسندان. وتعد ينبع مشهورة بصناعة القوارب الخشبية، إذ تعتبر مهنة ذات مردود جيد، إذ يتميز حرفيو هذه المهنة بعشقهم وولائهم لها، وتميزوا بصناعة القوارب من الخشب الطبيعي خلاف بعض المناطق الساحلية الأخرى التي يفضل حرفيوها استخدام الحديد والفيبرجلاس في صناعة مراكبهم وقوارب الصيد المختلفة، ويقول العم أبو خليل الذي امتنع عن صناعة القوارب الخشبية في الوقت الراهن نظرا لكبر سنه "تعلمت هذه المهنة من والدي قبل أكثر من 50 عاما ثم علمتها لأبنائي من بعدي، غير أنهم ما لبثوا أن تركوها ولجؤوا لوظائف أكثر راحة في الشركات الصناعية، إلا أن مهنة صناعة المراكب الخشبية لا تزال تلقى رواجا حتى الآن، على الرغم من قلة عدد الفنيين والصناع المهرة لهذه المهنة القديمة". وعن عملية بناء السفن يقول بناء السفينة يخضع لنسب في الطول والعرض والارتفاع، يجب أن يكون العاملون بها على خبرة كبيرة، ثم يبدأ المعلم بصناعة الجرم الرئيس للسفينة أو القارب ليبدأ العمال في طلاء المركب بمادة مانعة للصدأ وطلائه باللون الذي يفضله صاحب المركب، ويشير أبو خليل إلى أن أغلب أبناء هذه المهنة يفضلون أنواعا محددة من الخشب في تصنيع السفن، ولا يستخدم الحديد إلا عدد قليل منهم. ومن جهته، يقول الحرفي أبو زارع، إن طريقة العمل في صناعة القوارب الشراعية القديمة كما هي لم تتغير وهي نفس الطريقة التي ورثها عن والده، الذي بدوره ورثها عن جده، ويضيف: إن الكثير من الصناع المهرة في صناعة القوارب كانوا يتقنون عملهم دون ارتكاب أية أخطاء في صناعتهم، خلاف العمالة الوافدة التي تقوم الآن بصناعة أنواع رديئة من القوارب باستخدام الفيبر جلاس المقوى، لافتا أنه تخصص في صناعة أنواع محددة من القوارب الخشبية والهواري المخصصة لصيد السمك والقوارب المخصصة للنقل الخفيف، والتنقل بين الجزر القريبة وقوارب رحلات النزهة.