لا تزال مهنة صناعة المراكب مزدهرة في منطقة جازان، فالورش في مرسى الصيادين لا تتوقف عن العمل في بناء المراكب في ظل غنى البحر بالأسماك والمناطق السياحية مثل جزيرة فرسان. وتتميز منطقة جازان بأنها الوحيدة في السعودية التي يصنع حرفيوها المراكب من الخشب والحديد، بحسب إبراهيم أبو الغيث الذي يملك مصنعاً للمراكب، مؤكداً أن المصانع في المناطق الأخرى تبني مراكبها من «الفيبر قلاس». وتابع: «أعمل منذ 40 عاماً في صناعة المراكب الخشبية التي ورثتها عن والدي ثم علمتها لأبنائي الأربعة، غير أن إبراهيم وماجد هما من تمسكا بهذا العمل ويقومان بالعمل على أكمل وجه من متابعة العمال وإحضار أدوات العمل ومكونات المراكب»، مشيراً إلى أن صناعة المراكب لا تزال تلقى رواجاً حتى الآن، إذ إن بعض الصيادين يطلبون مراكب جديدة فيما يجري آخرون صيانة دورية لمراكبهم تحت إشراف أيدٍ عاملة متقنة. وذكر أن أفضل الأخشاب التي تستخدم في صناعة المراكب هي من أشجار التوت التي كانت تستورد من مصر، إضافة إلى أشجار السدر والنيم، لافتاً إلى أن صناعة المركب تستغرق بين خمسة أشهر وعام بحسب حجم المركب، إذ يتم قص ونحت الأخشاب بحسب مخطط الهيكل ورصه وتركيبه بطريقة معينة، ثم حشوه بمادة صمغية قوية حتى التأكد من عدم وجود ثقوب أو شقوق بين الأخشاب، وبعدها تثبت قاعدة المحرك، وتطبيق الحديد فوقها ويركب المحرك في القاعدة ليبدأ العمال في طلاء المركب بمادة مانعة للصدأ وطلائه باللون الذي يفضله صاحب المركب. وذكر الصياد يحيى علي أنه يحبذ المراكب الخشبية لجودتها ومتانتها، لافتاً إلى أنه لا يركب إلا فيها منذ عرف البحر. وأكد أن المركب يتحمل السفر إلى أماكن بعيدة. وتختلف أسعار المراكب بحسب حجمها، فالكبيرة منها تصل قيمتها إلى 400 ألف ريال والصغيرة 250 ألف ريال، فيما يصل سعر المحرك إلى 270 ألف ريال.