فيما أكد رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري أمس، أن "حزب الله مصاب بداء السلاح غير الشرعي"، تعليقا على القتال الذي يخوضه ضد الشعب السوري في عدة مناطق إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد، هددت قيادة الجيش السوري الحر أمس بقصف مراكز الحزب داخل لبنان إن لم يتوقف عن مناصرة النظام السوري. وأوضحت القيادة "إن لم يتوقف حزب الله عن قصف الأراضي السورية والقرى والمدنيين العزل من داخل الأراضي اللبنانية خلال 48 ساعة فسنتولى الرد على مصادر نيرانه وإخمادها داخل الأراضي اللبنانية"، مهيبا بسكان منطقة الهرمل الابتعاد عن أي منصة أو راجمة صواريخ لحزب الله ومراكزه العسكرية. إلى ذلك أوضحت مصادر سياسية في بيروت ل"الوطن" أن "حزب الله" يتدخل في معارك سورية بناء على تعليمات مرشده في إيران، وأن ما حدث في معارك القصير الأخيرة بداية لتدخل أوسع خلال الأشهر المقبلة، لأن الحزب يعتبر أنه يخوض معركة حياة أو موت. ولفتت إلى إعلان إيران "بأن سورية هي المحافظة 35 من إيران، وأن قيادة الحرس الثوري الإيراني كشفت في مناسبات عدة أن "حزب الله" سيتدخّل لحماية النظام السوري، ولا يأبه بأي تأثيرات على الداخل اللبناني، لأنه يُدرك أن خسارته للنظام السوري تعني خسارة نفسه في لبنان". وأعربت أوساط معارضة عن خشيتها من أن يورط حزب الله لبنان في كارثة عسكرية ليس بمقدوره تحمل أوزارها. وفي الذكرى السنوية الثامنة لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري في فبراير 2005 تصاعدت في واشنطن المطالبات بأن يدرج الاتحاد الأوروبي حزب الله على قائمة المنظمات الإرهابية كجزء من استراتيجية تطويق عمليات الاغتيال السياسي بالشرق الأوسط. وفي واشنطن، قالت ورقة بحثية وضعها مركز واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "لا ينبغي أن نخدع أنفسنا بأن نعتقد أن الحفاظ على أمن لبنان يجب أن يكون عاملا في تحديد الموقف من اعتبار حزب الله منظمة إرهابية. فقد أوضح رئيس الحزب، حسن نصرالله، وجماعته أن التزامه بإيران يأتي فوق هويته كمنظمة سياسية وطنية لبنانية، فالاغتيالات السياسية بلبنان، إضافة لمشاركة الحزب في القتال مع الأسد، بجانب العمليات الإرهابية بأوروبا تبرهن على أن الحزب لا يعد عاملا من عوامل السلام والاستقرار". وتابعت الورقة التي وضعها الباحث الأميركي ماثيو ليفيت "إن قرار الاتحاد الأوروبي بوضع حزب الله في قائمة المنظمات الإرهابية يمثل أهمية حيوية، وسيبعث برسالة للحزب بأنه لم يعد بوسعه أن يخلط الأوراق بين السياسة والإرهاب". وشهدت أوروبا بدورها مطالبات متزايدة بإدراج حزب الله في قائمة المنظمات الإرهابية في أعقاب نداء وزير الخارجية البلغاري لنظرائه بدول الاتحاد بضرورة اتخاذ تلك الخطوة. كما تبحث فرنسا في اعتبار الحزب منظمة إرهابية بعد أن برهنت الأدلة على مشاركة مقاتليه في القتال بجانب قوات الأسد، غير أن الاتحاد الأوروبي أرجأ اتخاذ القرار إلى ما بعد إجراء المزيد من المشاورات مع عواصم الاتحاد.