وصف باحث أكاديمي اللغة بأنها تتحجر، بل تموت إذا لم تستعمل، وإذا تخلى عنها أهلها لصالح لغات أخرى أو لهجات متولدة عنها، ذاهبا إلى أن اللغة تتطور إذا استعملت، فهذان قانونان ينطبقان على جميع اللغات. فلقد ماتت لغات قديمة حلت محلها اللهجات المتولدة، مثل اللغة اللاتينية، التي لم تعد تستعمل إلا في بعض الكنائس القليلة لقراءة نصوص مقدسة، لا يفهمها إلا الراسخون في علم اللاهوت، إلا أن اللغة العربية، بقيت لغة حية لم تمت، بفضل عوامل عدة ساهمت في بقائها حية تستعمل في عدد من المجالات، كما أنها برهنت – على حد قوله- على أن كل لغة لا يمكن أن تكون عقيمة في حد ذاتها، وإنما المسؤولون عن العقم - إن اعتراها - هم أهلها الذين زهدوا فيها. وذكر الدكتور عبدالقادر المهيري في محاضرته "العربية بين الاستقرار والتطور" التي أدارها أول من أمس الدكتور محمد الهدلق، ونظمها مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، أن أول العوامل التي ضمنت استمرار اللغة العربية هو القرآن الكريم، إذ رأى أن تلاوة القرآن في حد ذاتها لها دور مهم يتمثل في جعل العربية مألوفة لسمع العربي، إضافة لكونه مرجعا لغويا مثاليا يستند إليه اللغويون.