فيما غادرت الفتاة "رهام" ذات ال 15 عاما التي نقل إليها دم ملوث ب "الإيدز" أمس مستشفى جازان العام إلى منزلها، وصف أمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر ما حدث لها بأنه "خطأ لا يغتفر"، في حين تنتظر المنطقة وصول فريق التحقيق الذي شكلته وزارة الصحة. وقال أمير جازان ل"الوطن" أمس: "المخطئ لن يترك دون محاسبة .. ما ذنب الطفلة حتى تتعرض لهذا الخطأ الفادح؟"، متوعداً كل مهمل ومستهتر في أداء مسؤولياته بأقسى العقوبات. وفي شأن متصل، وصفت هيئة حقوق الإنسان ممثلة بالمشرف العام على فرعها بمنطقة عسير الدكتور هادي اليامي، ما حصل للفتاة بأنه "خطأ جسيم". وقال في تصريح إلى "الوطن" إن الهيئة لن تكتفي بالمطالبة، بل بالتحقيق وإيقاع العقوبات ليس على الموظف فقط، بل على المسؤولين المعنيين بوزارة الصحة ومديرية الشؤون الصحية بجازان، ممن يثبت خطؤهم. أكد أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر في تصريح خاص ل"الوطن" أن ماحدث للطفلة رهام من نقل دم ملوث لها خطأ لا يغتفر ولن يترك دون محاسبة للمخطئ. وقال: إن إمارة المنطقة تتابع حالة الطفلة مع وزارة الصحة، مضيفا ما ذنبها حتى تتعرض لهذا الخطأ الفادح، متوعدا كل مهمل ومستهتر في أداء مسؤوليته بتوقيع أقصى العقوبات في حقه، مضيفا أن ماحدث بحق هذه الطفلة لا يمكن التغاضي عنه ولا يرضينا أبدا. وكانت المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة جازان قد اصدرت في وقت متأخر من ليلة أول من أمس بياناً صحفياً جاء فيه أنه جرى نقل دم من متبرع مصاب بفيروس"HIV" الإيدز لمريضة "رهام 15 عاماً"، وذلك نتيجة خطأ فردي من أحد الفنيين العاملين بمستشفى جازان العام، وتم اكتشاف الخطأ بعد إجراء المراجعة الفنية وعلى الفور استدعيت المريضة وجرى إدخالها مستشفى الملك فهد بجازان، حيث تخضع حالياً للعلاج النوعي وفقاً للأعراف والأصول الطبية المتبعة في هذه الحالة. وأضاف البيان: تم إبلاغ أسرة المريضة بتفاصيل ما حدث وتقديم الاعتذار لهم. وقد قامت وزارة الصحة فور إبلاغها بالموضوع بتشكيل لجنة عاجلة برئاسة مدير عام المختبرات وبنوك الدم بالوزارة وعضوية استشاري وبائيات ومحقق إداري للانتقال إلى منطقة جازان وإجراء التحقيقات الفورية مع كل من له علاقة بذلك، لتوقيع أقصى العقوبات النظامية في حق كل من تثبت إدانته أو تقصيره في هذه القضية. إلى ذلك تفاعلت هيئة حقوق الإنسان مع القضية، وقال المشرف العام على فرع هيئة حقوق الإنسان بمنطقة عسير الدكتور هادي اليامي: إن ما حدث مؤسف جدا ووقوعه في مستشفى حكومي يعد خطأ جسيما بكل ماتعنيه الكلمة، مؤكدا أن الهيئة خاطبت الجهات المختصة لإيضاح ملابسات ماحدث وأسباب وقوع الخطأ. وكشف اليامي عن أن الهيئة لن تكتفي بالمطالبة بالتحقيق بل وبإيقاع العقوبات ليس على الموظف فقط بل على المسؤولين المعنين بوزارة الصحة ومديرية الشؤون الصحية بجازان ممن يثبت خَطَؤُهم. وعلمت "الوطن" أن الطفلة غادرت أمس مستشفى الملك فهد لمنزلها، واستدعى الأمير محمد بن ناصر مدير عام الصحة الدكتور حمد الأكشم في مكتبه للبحث في قضية الطفلة ومعرفة الأسباب ووجه بموافاته بالتفاصيل كافة. وكانت الطفلة وهي مصابة بالأنيميا المنجلية قد نقل لها دم ملوث قبل أربعة أيام عن طريق مختبر مستشفى جازان العام، وبعد اكتشاف فنيي المختبر هذا الخطأ الفادح تم توجيه إسعاف مصحوب بفريق طبي في الثانية من فجر الثلاثاء الماضي إلى منزل المصابة بقرية مزهرة التابعة بالمضايا لنقلها إلى مستشفى الملك فهد المركزي بجازان. وقال عم الفتاة صديق حكمي: وصلني النبأ المحزن أول من أمس، ولم أصدقه أو أستوعبه لهذه اللحظة، والحالة النفسية للفتاة متدهورة إلى درجة كبيرة منذ أبلغت بإصابتها بالمرض. وأضاف أن والدي الفتاة يناشدان المسؤولين نقلها إلى مستشفى تخصصي لرعايتها، مؤكداً أن عدد من المحامين بالمنطقة أبدوا استعدادهم للتطوع للمطالبة بحق الفتاة والاقتصاص لها ممن تسبب في إصابتها بذلك المرض الخطير. أما شقيق الفتاة فلم يستطع التحدث معنا وقابل حديثنا بالصمت والدموع. وتسكن الأسرة المنكوبة في منزل شعبي وتعاني من ظروف مادية قاسية، حيث يعمل والدها حارسا في مدرسة ووالدتها فراشة في نفس المدرسة. ورصدت "الوطن" في جولة لها أمس ببرج مستشفى جازان الطبي استنف`ارا من الع`املين في جميع أقسام المستشفى وداخل قسم المختبر وبنك الدم استعداداً لزيارة اللجنة ال`وزارية المكلفة بالتحقيق في القضية.