بدأ مزارعو الأحساء تلقيح نخيل التمر، مع دخول شهر فبراير وحتى نهاية مارس المقبل. وكانت بداية التلقيح مع بواكير النخيل "الغر، الطيار، المجناز"، وهي أولى الأصناف التي تتفتح أغاريضها مبكراً. وتضم واحة الأحساء قرابة 3 ملايين نخلة، وتنتج أكثر من 120 طنا من التمور سنوياً. وتعتبر عملية التلقيح من أهم العمليات الزراعية المؤثرة على الإنتاج، ويسمى "التنبيت" محلياً، وهو عبارة عن نقل حبوب اللقاح من الأزهار المذكرة إلى أزهار الأشجار المؤنثة، وبدونه لا يكون هناك محصول ثمري تجاري في الأشجار، ولكن تتكون ثمار صغيرة الحجم، وعديمة البذور، ونسبة السكر فيها منخفضة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي، فضلاً عن فقدها قيمتها التجارية. وقال الخبير في الشؤون الزراعية الدكتور عبدالله الغامدي ل"الوطن" إن اختيار الفحل المناسب عامل مهم في جودة المنتج، فهناك فحول تعطي ثماراً جيدة قبل شهر من موعدها، مبيناً أن بعض المزارعين يعتمدون على حبوب لقاح فحول برية، وهذا خطأ كبير في عملية التلقيح، ونصح بعدم استخدام الحبوب القديمة التي يضعها بعضهم في الثلاجة، ويمكن استخدام عدد مناسب من الشماريخ المذكرة لكل عذق. وأوضحت دراسة أن نوع اللقاح المستخدم في التلقيح له تأثير واضح على صفات الثمار وعلى ميعاد نضجها، ويطلق على هذه الظاهرة "الميتازينيا"، حيث إن هناك حبوب لقاح تعطي محصولاً عالياً، وتؤثر على الصفات الأخرى مثل كمية السكريات وغيرها.