تصاعدت حدة المعارك أمس، ولليوم الثاني على التوالي، في محيط مطارات ومراكز عسكرية في محافظة حلب، بعد الهجوم الواسع الذي بدأته أول من أمس المجموعات المقاتلة المعارضة، وتمكنت خلاله من الاستيلاء على مطار عسكري، والتقدم في نقاط عدة أخرى. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، عن استمرار المعارك في محيط اللواء 80 المكلف حماية مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري الملاصق له، مشيرا إلى سيطرة "شبه كاملة" للمقاتلين المعارضين على مقر اللواء. ويرى مدير المرصد رامي عبدالرحمن، أن سقوط اللواء 80 "سيكون أمرا مهما جدا للمقاتلين؛ لأنه سيجعل مطاري النيرب وحلب في دائرة الخطر". كما تدور معارك بين الثوار وقوات بشار الأسد في بلدة تلعران في ريف مدينة السفيرة التي تحاول القوات النظامية تدعيم قواتها فيها لفك الحصار الذي يفرضه مسلحو المعارضة على معامل الدفاع في المنطقة. وكان المقاتلون تمكنوا من إعطاب آلية ودبابة للجيش في تلعران. في الوقت نفسه، تتعرض مدينة الباب ومحيطها في ريف حلب لقصف بالطيران الحربي. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن القصف بالطيران طال أيضا أحياء كرم الطراب وكرم القصر ومناطق قريبة من طريق مطار حلب الدولي "مما أدى إلى تهدم واحتراق عدد من المنازل". وأفاد مركز حلب الإعلامي عن "استمرار انقطاع المياه والكهرباء عن مدينة حلب لليوم الرابع على التوالي"، محذرا من "كارثة إنسانية في المدينة التي يقطنها أكثر من أربعة ملايين شخص". وكانت المجموعات المقاتلة المعارضة تمكنت من الاستيلاء على مطار الجراح في محافظة حلب بعد انسحاب القوات النظامية منه إثر معارك ضارية. واستولى المقاتلون على كميات كبيرة من الذخيرة الموجودة في المطار الذي تركت فيه أيضا طائرات حربية بعضها من طراز "ميغ" و"سوخوي". وفي محافظة إدلب المجاورة لحلب، أفاد المرصد عن تفجير عربة في حاجز الطراف للقوات النظامية عند مدخل معسكر الحامدية الذي يحاول المقاتلون المعارضون التقدم نحوه منذ أشهر. كما أشار إلى اشتباكات عنيفة ناتجة عن مهاجمة حواجز للقوات النظامية في المنطقة المحاذية لمدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي يسيطر عليها المعارضون منذ أكتوبر الماضي، مما أعاق إمدادات قوات النظام إلى مدينة حلب. وتخللت الاشتباكات غارة من طائرة حربية على مناطق قرب بلدة كفرومة القريبة. كذلك أفاد المرصد السوري عن غارات تنفذها قوات النظام على مناطق في ريف دمشق. وقالت الهيئة العامة للثورة إن "ما يقارب عشر غارات جوية بالطيران الحربي" على بلدة دير العصافير تسببت بسقوط عدد كبير من الجرحى وتهدم منازل. وتترافق عمليات القصف مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين "في القسم الغربي من مدينة داريا التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها منذ أشهر".