كنا قبل أربع سنوات في فرح، عندما سمعنا قرار خادم الحرمين الشريفين، بتعيين الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، أميرا لمنطقة نجران، ونحن هذه الأيام أكثر فرحا بخبر التمديد، أما لماذا الفرح هنا بالتمديد أكبر؟ فلأننا رأينا خلال السنوات الأربع الماضية ما سرنا، ولامسنا على أرض الواقع ما حقق الكثير من طموحاتنا، وخبرنا وعرفنا الرجل. عرفنا الأمير وعرفنا الجانب الإنساني في شخصيته، وطموحه الذي حقيقة يغلب أكثر الرجال، بل وأن طموحاته ونظرته تتعدى ما تنظر إليه أعيننا، وكثرا في لقاءات سموه التي تشرفت بالوجود فيها كانت همته عالية، فالكثير من المخططين لنجران ومستقبلها يضعون تصوراتهم، ولكن عندما يطلع عليها الأمير يأخذها لأبعد بكثير من تصورات المخططين، ويأخذ على نفسه عاتق الحصول على التمويل اللازم. لذلك ففي شرورة بدأ العمل في مباني منشآت فرع لجامعة نجران للبنين والبنات، والتي هي في حقيقة الأمر جامعة مستقلة بالنظر لمبانيها لا إلى مرجعيتها، والتي ستظل لجامعة نجران، وكان المخططون في هذا الجانب قانعون بأن المباني المستأجرة الحالية لفرع الجامعة تكفي لسنوات. وهناك تركيز من الأمير لاحظناه في زيارته لشرورة، تتمثل في الاهتمام بالجمعيات الخيرية والجانب الدعوي، كما لاحظنا تخصيص كثير من وقته للمواطن، فقد جال على بيوت مشايخ القبائل بشرورة، والتقى بأفراد قبائلهم في أماكنهم، وتلمس احتياجاتهم. كما زار المشايخ الذين يقيمون خارج شرورة في مراكزهم، متلمسا للاحتياج ومحققا المطالبات الآنية وواعدا بتحقيق بعضها الذي يحتاج لوقت مسقبلا، وهي وعود يفي بها بأسرع مما يتوقع من قطعت لهم.