أبدى أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، انزعاجه من التعديات في وادي نجران، مشيراً إلى أنه شاهد مناظر تنبئ بوقوع كارثة في حال جريان المياه عبر الوادي. وأعرب مشعل بن عبدالله في حديث ل «الحياة» بعد عام من توليه إمارة المنطقة، عن سعادته بالتعامل مع أهالي المنطقة الذين عرف عنهم الوفاء والإخلاص للوطن وقيادته بحسب قوله، مضيفاً أن المنطقة مقبلة وبشكل كبير على نقلة تنموية كبيرة لمشاريعها. وأوضح أن المملكة تعمل جاهدة للحد من مشكلة التهريب والقضاء عليها عبر حدودها مع اليمن، مشيراً إلى أن القيادة مهتمة بالحفاظ على أبنائها من شرور المخدرات. وأكد أنه خلال أشهر قليلة ستحل مشكلة عدد الرحلات القادمة والمغادرة من وإلى منطقة نجران تماماً، لافتاً إلى وجود أعمال توسعة وتطوير تجري لمطار نجران في الصالات والمدارج. ولفت إلى انه تم تحديد 14 موقعاً لإقامة سدود جديدة في نجران، بهدف الحفاظ على المياه من الهدر والاستفادة المثلى منها. وذكر الأمير مشعل بن عبدالله أن المرأة النجرانية أثبتت قدرة كبيرة في المجالات التي تشارك بها وتتفق مع طبيعتها، منوهاً إلى وجود نماذج مشرفة من المبدعات في مجالات عدة. وفي ما يأتي نص الحوار: مضى عام على صدور الأمر الملكي الكريم بتعيينكم أميراً لمنطقة نجران، كيف كان تصوركم للمنطقة قبل مجيئكم وبعد مباشرة مهامكم أميراً لها؟ - بداية أشكر صحيفة «الحياة» على هذه الاستضافة، ومنطقة نجران هي إحدى مناطق المملكة التي تحظى باهتمام القيادة، وهي منطقة مهمة بحكم موقعها الجغرافي المميز وتاريخها الضارب في التاريخ. ويكفي أنها تضم أحد أهم الشواهد التاريخية كالأخدود وآبار حما وغيرها، إضافة إلى كونها منطقة زراعية، ولا شك أنها حظيت بمشاريع عدة لخدمة المواطن. أما بعد مباشرتي لمهامي بها فحقيقة سعدت بأن كلفت بخدمة المنطقة والعمل على تحقيق تطلعات القيادة، ولا أخفيك بأنني سعيد أن أتعامل مع أهالي المنطقة الذين عرف عنهم الوفاء والإخلاص للوطن وقيادته، وأود أن أوضح أن منطقة نجران مقبلة وبشكل كبير على نقلة تنموية كبيرة لمشاريعها ولدي من الطموح الشيء الكبير لخدمتها. هل لديكم أولويات تسعون لتحقيقها، خصوصاً في بداية المشوار؟ - أنا أنظر إلى أن أي مشروع تحتاجه المنطقة بأنه من الأولويات ولا بد من تحقيقه. وبالمناسبة حاجات المنطقة بمحافظاتها السبع هي محل اهتمامي وأسأل الله أن يوفقني لتقديم كل ما يمكن، لأنني أرى أن ذلك من واجباتي كمسؤول أول في المنطقة. عدد من محافظات المنطقة لا يوجد بها بعض إدارات حكومية كالأحوال المدنية مثلاً وشعب للمرور، ألا ترون أن ذلك يرهق الأهالي عند مراجعة الجهات في مدينة نجران؟ - هذا صحيح، ونعمل على معالجة مثل تلك السلبيات، خصوصاً في محافظات المنطقة الشمالية، كما نعمل كذلك على افتتاح فروع لعدد من الإدارات لان الواجب أن يجد المواطن الخدمة في مقر إقامته. وبالمناسبة ناقشت مع مدير الإدارة العامة للمرور افتتاح أقسام للمرور في المحافظات التي لا يوجد بها أقسام أو شعب مرورية، وهذا الأمر في طريقه للتنفيذ، كما سيتم افتتاح دوائر للتحقيق والادعاء العام في محافظات ثار وبدر الجنوب، وأنا حريص على توفير كل ما يخدم المواطن. قبل أشهر عدة قمتم بأكثر من جولة ميدانية على الشريط الحدودي وسلكتم طرقاً شديدة الوعورة والتقيتم رجال حرس الحدود في عدد من القطاعات والمراكز، هل تحدثونا عن انطباعاتكم بعد تلك الجولات؟ - أود أن أوضح بداية أن الشريط الحدودي بين المملكة واليمن الشقيق يتجاوز طوله أكثر من 1300 كيلو متر، ويمر عبر مناطق جبلية ذات تضاريس وطبيعة معقدة في الجزء الغربي من المنطقة ومناطق صحراوية شاسعة في الجزء الشرقي عبر صحراء الربع الخالي. وكنت سعيداً في تلك الجولات حيث التقيت ضباط وأفراد حرس الحدود في مواقعهم واطلعت على الطبيعة على ما يقومون به من جهود مقدرة لحماية حدود الوطن من المهربين والمتسللين، وكذلك كيفية التعامل مع من يحاولون تجاوز الحدود بطرق غير مشروعة. المناطق الحدودية كثيراً ما تشهد عمليات تهريب وتسلل وأحياناً تكون هناك مواجهات مسلحة بين حرس الحدود والمهربين، كيف ترون هذا الوضع والحلول للحد منه؟ - عمليات التهريب هي مشكلة تواجهها الكثير من دول العالم عبر حدودها، والمملكة تعمل جاهدة للحد من هذه العمليات والقضاء عليها. وهذا الأمر محل اهتمام القيادة حفاظاً على أبناء المملكة من شرور المخدرات. وبالمناسبة أرفع شكري وتقديري إلى النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، على ما يوليه من دعم كبير لحرس الحدود من تدريب لأفراده، وتوفير الآليات والحاجات اللازمة من حيث التقنية المتطورة وغيرها، كما أشكر نائب وزير الداخلية ومساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية على ما يبذلانه من جهود ومتابعة. يتخوّف الكثير من الأهالي من حدوث كارثة عند هطول الأمطار بغزارة وجريان وادي نجران بسبب التعديات المريبة، هل من حلول عاجلة لتفادي أي مشكلات قد تحدث؟ - الحقيقة أن ما يحدث من تعد على وادي نجران أمر مزعج للغاية، وشاهدت مناظر مع الأسف تنبئ بوقوع كارثة عند جريان المياه عبر الوادي بسبب التعدي. ولكن الأمر هو محل دراسة جادة، وشكلت لجنة من الجهات المعنية للوقوف على الوضع، ورفع تقرير وتوصيات تعالج هذا الأمر، وتضع الحلول اللازمة. أيضاً تم تحديد 14 موقعاً لإقامة سدود جديدة في نجران سيكون لها دوراً كبيراً في الحفاظ على المياه من الهدر والاستفادة المثلى منها. قلتم في إجابة سابقة أن أي مشروع تحتاج إليه المنطقة هو من أولوياتكم، لكن المواطن تواق لأن يعرف بعضاً من تلك المشاريع؟ - على رغم أنني لا أحب أن استبق الأحداث، لكن سيتم العمل على فتح طرق عرضية في عدد من المواقع تربط بين طريق الملك عبدالعزيز وطريق الملك عبدالله، إضافة إلى إجراء دراسات لعمل أنفاق وكبار في بعض المواقع لتسهيل حركة المرور، وهناك مشاريع طرق وغيرها سيعلن عنها لاحقاً. على رغم أهمية نجران كمنطقة جذب سياحي لما تضمه من آثار ومواقع سياحية وغير ذلك، إلا أنه لم يلاحظ هناك اهتماماً كافياً بالتهيئة؟ - صحيح نجران منطقة جذب سياحي، ونحن نسعى للتطوير في جوانب عدة، وهناك تنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والآثار في تطوير مجالات السياحة في المنطقة. وأود أن أشكر الأمير سلطان بن سلمان على اهتمامه بتطوير السياحة والآثار في نجران، كما أشير إلى أن مجلس التنمية السياحية في المنطقة يبذل جهوداً كبيرة ولدينا دراسات تطويرية في هذه الجوانب. وبالمناسبة بذلت الهيئة العامة للسياحة والآثار في الفترة الأخيرة جهوداً مقدرة في مدينة الأخدود الأثرية من خلال أعمال بحث وتنقيب وإعادة بعض الآثار إلى مواقعها الطبيعية داخل المدينة، وإن شاء الله ستكون الأمور في مستوى تطلعات الأهالي وزوار المنطقة. منذ أشهر عدة تم تشكيل مجلس المنطقة مدة أربع سنوات مقبلة، كيف رأيتم تفاعل الأعضاء من الأهالي؟ وماذا تتوقعون من المجلس خلال هذه الفترة؟ - بعد صدور تشكيل المجلس في هذه الدورة رأست عدداً من الجلسات، وهي في الحقيقة ليست كافية للحكم، لكن هناك بعض الآراء والأفكار طرحت من أعضاء عدة تصب في خدمة المصلحة العامة. وأتوقع أن يكون دور المجلس مهماً في الفترة المقبلة، خصوصاً في ما يتعلق بتفعيل دور اللجان المنبثقة عن المجلس في مختلف الجوانب التي تهم منطقة نجران وتحقق حاجات المواطن لأن دور مجلس المنطقة مهم جداً وتفاعل الأعضاء مطلب. يطالب الكثير بزيادة الرحلات من وإلى مطار نجران بسبب كثافة الطلب على السفر من دون استجابة من المسؤولين، متى ستتحقق هذه الرغبة؟ - خلال أشهر قليلة سيتم حل هذه المشكلة تماماً، إذ يعلم الجميع أن هناك أعمال توسعة وتطوير لمطار نجران في الصالات والمدارج، ونتابع بشكل مستمر سرعة الانتهاء من إنجاز المدرج الرئيسي، إذ إنه عند الانتهاء منه سيستقبل الطائرات الكبيرة ذات السعة المقعدية الكافية. وهذا الأمر محل اهتمامي الشخصي، وتقلقني المعاناة التي تواجه المسافرين المغادرين من نجران والقادمين إليها، ولكن في طريقها إلى الزوال قريباً. تابعنا اهتمامكم برياضة المنطقة، وتقديمكم الدعم المالي والمعنوي لأندية المنطقة، كيف ترون وضع الرياضة النجرانية بعد هبوط نادي نجران إلى دوري الأولى؟ - لم يكن هبوط نادي نجران سعيداً لنا ولجميع محبيه على رغم الجهود المبذولة ليكون الفريق في دوري المحترفين، إذ قدم الفريق مستويات جيدة على رغم خسارته لعدد من المباريات. وهناك جهود بذلت وأقدرها لدعم الفريق، ولكن إن شاء الله يعود الفريق إلى مكانه الطبيعي، وسنبذل مع محبي النادي كل الجهود الممكنة لخدمة ودعم النادي. ألا ترون أن نادي نجران بحاجة إلى منشأة رياضية رسمية؟ - بكل تأكيد النادي بحاجة لمقر نموذجي، وتم الرفع للرئاسة العامة لرعاية الشباب بهذا الخصوص، ونأمل أن يتم اعتماده قريباً للمساهمة في تطور رياضة المنطقة. سبق أن تم اعتماد مدينة رياضية في منطقة نجران، متى سيتم البدء في تنفيذها؟ - نعم تم اعتماد إنشاء المدينة، وخصص الموقع اللازم لها وموضوع ترسيتها لدى الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ونأمل أن يكون ذلك قريباً. وبالمناسبة تم الطلب من الرئاسة زيادة السعة المقعدية لتستوعب 20 ألف مقعد لإتاحة الفرصة للجمهور لمتابعة المباريات بصورة مثالية. أصدرتم أخيراً قراراً بتشكيل لجنه تحمل مسمى «الإصلاح والعفو»، ولقي هذا القرار ترحيباً كبيراً من الأهالي، ما أبرز مهام هذه اللجنة؟ - هذه اللجنة شكلت من أعضاء يتميزون بالخبرة والدراية في الكثير من الأمور. وتعلم أن هناك بعض القضايا تأخذ وقتاً طويلاً حتى يتم حلها، لذا شكلت هذه اللجنة للمساهمة في حل القضايا المختلفة في إطار اللجنة بعيداً عن الإجراءات التي قد تطال سير العمل. وأتوقع أن تسهم هذه اللجنة في حل قضايا عدة في عدد من الجوانب الاجتماعية وغيرها، وشخصياًً اقدر للجنة جهودها والحرص على القيام بجهود خيرة. كيف ترون دور المرأة النجرانية؟ - المرأة السعودية عموماً أثبتت قدرة كبيرة في المجالات التي تشارك بها وتتفق مع طبيعتها. ولا شك أن المرأة النجرانية ينطبق عليها ما ينطبق على المرأة السعودية، فأنت تجد المرأة معلمة وطبيبة وموظفة وأديبة ذات إنتاجية عالية ومدركة لواجباتها بإبداع، ولدينا نماذج مشرفة من المبدعات في مجالات عدة.