يمثل العمق التاريخي والثقافي لمنطقة نجران أحد أهم مقومات النشاط الثقافي في المنطقة. ويتوزع هذا النشاط على عدة أوجه منها ما هو ضمن مظلة رسمية وأخرى في إطار المجتمع المدني، ففي الجانب الرسمي تبرز مؤسستان هما نادي نجران الأدبي وفرع جمعية الثقافة والفنون. أما الجانب الأهلي (المدني) فيبرز فيه ملتقى نجران الثقافي كأبرز واجهاته في المنطقة تبعا لنشاطه المتواصل. وقال رئيس مجلس إدارة نادي نجران الأدبي سعيد آل مرضمة إن النادي حقق في السنوات الأربع الأخيرة قفزات مهمة بفضل الله ثم بفضل الدعم الكبير الذي يلقاه من قبل أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله الذي يتابع نشاطات النادي ويذلل كل العقبات التي قد يواجهها. وأضاف: لعل من أبرز ما يمكن ذكره هنا انطلاق الدورة الأولى لمهرجان "قس بن ساعدة" كأول مهرجان ثقافي تحتضنه نجران بهذا الحجم، حيث كان الأمير مشعل بن عبدالله أكبر الداعمين ماديا ومعنويا له؛ حيث تبرع للمهرجان بمبلغ 300 ألف ريال، وتفضل بافتتاحه وسط حضور ثقافي كبير على مستوى المملكة. كما سعت وزارة الثقافة والإعلام لدعمه بمبلغ نصف مليون ريال اعتبارا من هذا العام، ويسعى النادي في الدورة الثانية إلى مواصلة هذه المسيرة من خلال طرح أفكار جديدة تضم تطوير أوراق العمل وتوحيدها في محور واحد يتنافس فيه الباحثون، وتقديم أوراق العمل المميزة من خلال ما يصل للنادي ونتائج التحكيم التي رصدت من قبل مجلس إدارة النادي، كذلك سيتم توسيع دائرة معرض الكتاب الدولي المصاحب للمهرجان من حيث المساحة وعدد دور النشر المشاركة ليشمل أكثر من أربعين دار نشر من دول عربية وأجنبية، والتركيز على دور النشر الخليجية التي تتميز بتوسع مطبوعاتها وقوة توزيعها، والتركيز على تنوع توجهات النشر ما بين الثقافية والأدبية وما يهم المتخصصين في شتى المجالات، وسيكون للطفل في جنبات المعرض ما يهتم به لتوسيع مداركه وثقافته من خلال أركان خاصة تعتني به. كما سيسعى المهرجان في دورته الثانية إلى دعوة أكبر عدد من المثقفين والمثقفات العرب الذين سيكون لحضورهم طابع خاص من خلال الخبرات التي يقدمونها، ومن خلال تلاقح الأفكار والخبرات بينهم وبين الأدباء والمثقفين السعوديين. كما سيتضمن المهرجان فعاليات مصاحبة متميزة تهتم بالمثقف والمثقفة النجرانية من خلال استقطاب أسماء عربية متميزة، وإقرار محاضرات ثقافية ستكون علامات بارزة في فعاليات المهرجان، وهناك معرض الصور القديمة لمنطقة نجران لتوثيق تاريخ نجران بصورة أوضح ومحاولة تأصيل الحاضر بالماضي من خلال حديث الصور المشاركة. من جهته، يقول مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بمنطقة نجران محمد بن ناصر آل مردف: حظيت برامج الثقافة والفنون والتراث في منطقة نجران باهتمام وعناية من نوع خاص من قبل الأمير مشعل بن عبدالله، وأصبحت المهرجانات والفعاليات الثقافية والفنية والتراثية علامة مميزة لمنطقة نجران، فسموه حريص جداً على دعم المبدعين والمبدعات من أبناء المنطقة، ودائماً ما يسأل عن إنجازاتهم ومشاركاتهم في الأنشطة والبرامج والمهرجانات التي تنظم بالمنطقة وخارجها. كما أن تبني أمير نجران منذ توليه إمارة المنطقة إنشاء قرية تراثية نجرانية بالجنادرية ستنطلق برامجها وفعالياتها خلال مهرجان الجنادرية في الثامن والعشرين خير دليل على اهتمام سموه بالثقافة والتراث والفن الأصيل. كون هذه القرية ستكون بمثابة المنصة التي يرتقى عليها كل هؤلاء المبدعين والمبدعات ويسجلون إبداعاتهم وفنونهم في مهرجان الوطن مهرجان الجنادرية، فباسم كل هؤلاء المبدعين نهنئ أنفسنا بثقة خادم الحرمين الشريفين في أمير الإبداع وداعم المبدعين الأمير مشعل بن عبدالله. أما الرئيس الدوري ل"ملتقى نجران الثقافي" ملتقى أهلي الروائي مانع دواس فقال: إن الأجواء في الأربع سنوات الماضية كانت أكثر تهيؤاً من غيرها لإحياء العملية الثقافية بعيداً عن العمل الرسمي أو الموجه. حيث كان للتفهم الشخصي من أمير المنطقة داعماً هاماً في توسع نشاطات الملتقى، فكان عطاء الملتقى أكثر فعالية وديناميكية بعيدا عن يد الرقيب المتوجس غالباً، وقريباً من تفهم واضح من الجهات ذات العلاقة لأحقية الأفراد المستقلين في تقديم عطاءاتهم الثقافية بعيداً عن الوصاية أو التوجيه. فأتى ما قدمه الملتقى مختلفاً من حيث توجه أعضائه القائم على الانفتاح على كافة أطياف الوطن وتياراته الفكرية، متلمسة خلال ذلك حاجة ورغبات المتلقي في نجران، ومتفاعلة مع احداث الشارع الثقافي والفكري الساخنة. فكان أن رأينا استضافة أسماء ذات تأثير وحضور هام سواء على المستوى السياسي أو الأدبي أو الحقوقي أو الخدمي أو الثقافي بشكل عام. كما لم يغفل الملتقى الشأن المتعلق بالحراك الإعلامي أو الثقافي أو الخدمي في نجران، فكانت هنالك لقاءات متعددة مع ممثلين لجمعيات تطوعية. ولطالما كان المبدع النجراني أيضاً نصب اهتمام الملتقى فجعل في أغلب نشاطاته حضورا فنياً، فوتوغرافياً كان أو تشكيلياً أو مسرحياً، لموهوبين نجرانيين بغية تقديمهم للناس وفتح نافذة إعلامية لهم. كما أكد دواس استعداد الملتقى للقادم من هذا العام وغيره بحزمة نشاطات متنوعه لا تخلو من المفاجأة التي تعودها المتلقي في نجران إزاء أعمال الملتقى، مشددا في الوقت عينه على ما لدعم الأمير من أهمية قصوى في النجاحات التي يحققها الملتقى سابقاً ومستقبلاً، تجلى ذلك في أكثر من لقاء جمعهم بسموه تطارحوا خلالها الكثير من شؤون الإعلام والثقافة والخدمات.