لم يكن مهرجان قس بن ساعدة الذي نظمه النادي الأدبي بمنطقة نجران مؤخراً إلا شاهداً على الخطوات الجريئة والواثقة التي تخطوها نجران لرسم ملامح وجه جديد جعلها تقفز من فوق الصفر، لتعلن ميلاد نجران جديدة يحتفي بها أميرها في كل مناسبة كاحتفال العاشق بمعشوقته الأثيرة. والملفت للنظر في هذا المهرجان المتميز، هو المناسبة النسائية التي عنيت بالشعر الفرنسي، وكأن نجران من جهة ترد الجميل لمؤرخين ومصورين فرنسيين كانت لهم جهود في توثيق جزء من تاريخ المنطقة بل ونشره في كثير من بلدان العالم، وتؤصل لموعد لابد أن يتحقق لمشاركة المرأة النجرانية في المناسبات النسائية الثقافية من الجهة الأخرى. ورغم هذه اللفتة الرائعة أسجل عتبي على منظمي الملتقى في عدم حضور أوراق نسائية مصاحبة للمحاضرات الثقافية، وغياب المشاركة الرجالية تعليقا ومداخلة عن محاضرة الشعر الفرنسي وعدم نقلها عن طريق الدائرة التلفزيونية المغلقة، كما تعودنا في كل المناسبات الثقافية على مساحة الوطن باستثناء نجران، وكأن الإقصاء هو قدر المرأة النجرانية! كثيرة هي المهرجانات والاحتفالات الثقافية التي احتفينا بها مؤخراً، كما ذكر نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور الجاسر، فمن سوق عكاظ إلى مهرجان الجنادرية، ومن ملتقى جواثى في الأحساء إلى معرض الكتاب في الرياض وغيرها الكثير، وتستطيع نجرانالجديدة أن يكون لها شرف هذا الزخم الثقافي، فبدلا من أن نقف عند تغيير مسمى مهرجان قس بن ساعدة إلى الأخدود كما تردد أخيراً، لماذا لا يتم بقاء مهرجان قس بن ساعدة على مسماه لينظمه النادي الأدبي، ويظهر ملتقى الأخدود السياحي تحت مظلة «هيئة السياحة والآثار» لننعم بالمناسبتين معا ومع نجرانالجديدة، مقترح نزفه لأميرها المبدع، والذي كان لحضوره في ملتقى قس بن ساعدة أجمل الأثر في نفوس المثقفات والمثقفين. أخيراً تبقى كلمة الشاعر المبدع «إبراهيم طالع» في الافتتاح واسطة العقد في ذلك الملتقى الجميل، عندما أعلنها دعوة وطنية سعودية خالصة، بعيدا عن المذهبية والفئوية والمناطقية، لتبقى السعودية تاجاً على رأس كل سعودية وسعودي، وليبقى وطني الأروع على امتداد خارطة الزمان والمكان. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 269 مسافة ثم الرسالة [email protected]