أصبح الانتداب "شبحا" يطارد معلمات الدمام؛ حيث لا تكتمل الفرحة باستقرارهن في مدارسهن بعد أن يتعرفن على زميلاتهن وعلى نصابهن ويبدأن في شرح المناهج للطالبات ومعرفة مستوياتهن، حتى يأتيهن انتداب إلى مدرسة أخرى، ويواجهن صعوبة في التأقلم بسبب تغيير المكان والعمل ضمن سياسة إدارة جديدة مختلفة عن مدارسهن الأصلية، ويواجهن أيضاً طالبات جددا يحتجن فترة من الوقت للتعرف على مستوياتهن. وعبرت بعض المعلمات ل "الوطن" عن استيائهن من عملية الانتداب المتكررة، والتي وصفنها بأنها تهدد استقرارهن المكاني والنفسي. تقول المعلمة منيرة القينان التي تدّرس بالمرحلة الثانوية بالدمام، إنها كانت تعمل بهمة ونشاط وفي جو مليء بالتفاهم والتعاون بينها وبين زميلاتها، حتى جاءها قرار الانتداب، وتقول: إنها بدأت في رحلة معاناة في عملها في مدرستها المنتدبة إليها، فالمدرسة التي انتدبت إليها بعيدة عن سكنها وتعاني من محاباة مديرتها لبعض المعلمات على حساب معلمات أخريات. وعن الطالبات تقول: لسن متفوقات ولا يوجد لديهن اهتمام بالمذكرة، مما يتطلب منها مضاعفة الجهد معهن، ووصفت هذا الواقع الذي تعيشه بأنه محبط بالنسبة لها كمعلمة ويقتل الإبداع داخلها. وتقول إحدى مديرات المرحلة الثانوية بالدمام - فضلت عدم ذكر اسمها-، إن المديرة عند ورود قرار انتداب تقوم بإبلاغ المعلمة عن تكليفها بالانتداب مع أخذ توقيعها بالعلم وبذل الجهد في إقناع من ترفض التكليف، وفي حالة الرفض النهائي لا تمكن مديرة المدرسة المعلمة من التوقيع في سجل الحضور والانصراف اليومي في مدرستها التي تعمل بها، وتقوم برفع هذه الأيام كغياب بدون عذر مع التوضيح في خانة الملاحظات "بسبب عدم تنفيذ الندب"، وعلى المديرة إبلاغ الإشراف التربوي التابعة له المدرسة بذلك فوراً وبشكل رسمي، وعليها متابعة ذلك يومياً وتتحمل المديرة مسؤولية أي مخالفة. وتابعت قائلة إن المعلمة التي ترفض التكليف تجرى لها مساءلة، ويبنى عليها "لفت نظر" من قبل مدير التربية والتعليم في المنطقة، وتدرج العقوبات بعد ذلك في حال استمرار رفضها الانتداب. من جهته، أوضح مدير الإعلام التربوي، المتحدث الرسمي لإدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية، خالد الحماد، ل"الوطن"، أن الانتداب يتم بناء على احتياج طارئ لسد العجز الذي ينجم عن تمتع المعلمة بإجازة نظامية وفق ظروف معينة، منها إجازة رعاية مولود ومرافقة الزوج في الانتدابات والبعثات الخارجية في حال عدم وجود أقارب لها في المنطقة التي تعمل بها. وأضاف الحماد أن إدارته تعمل جاهدة لتحقيق استقرار المعلمة في بيئة مكانية وفق رغباتها بالتوازن مع الاحتياج، موضحاً أن إدارة التربية والتعليم بالشرقية على اتصال دائم مع الوزارة لتعويض الإدارة لسد ما يطرأ من عجز بحركة النقل والتعيين الجديد.