سجلت إيجارات المحلات التجارية والشقق السكنية بحي العزيزية بالعاصمة المقدسة زيادة جديدة وصلت إلى 30%، بعد أن أصبحت العزيزية منطقة مركزية ثانية للحرم الشريف، وذلك في ظل المشروعات التطويرية الكبيرة، التي تشهدها المنطقة المركزية، والتي أدت إلى نزع ملكية أكثر من 6 آلاف عقار. ووجه أصحاب العمائر انذارات لجميع المستأجرين للالتزام بالإيجارات الجديدة أو إخلاء المحلات التجارية وتسليمها اعتباراً من انتهاء مدة عقد الإيجار، مؤكدين عدم تجديد عقود الإيجار إلا بعد موافقة المستأجر والتزامه بالإيجارات الجديدة، والتي وصلت إلى 70 ألف ريال، لبعض المحلات التجارية الصغيرة والمتوسطة، في حين وصلت إيجارات بعض المحلات التجارية الكبيرة إلى أكثر من200 ألف ريال سنويا. واشتكى عدد من المستأجرين للمحلات التجارية من أن أصحاب العمائر بالغوا كثيراً في رفع الإيجارات بشكل دفع عدد من المستأجرين للإخلاء والاتجاه إلى أحياء أخرى لأن الإيجارات المرتفعة لن تمكنهم من تحقيق العوائد المنشودة، وستجعلهم يتعرضون للخسائر ويصبحون غير قادرين على الوفاء بالالتزامات المترتبة عليهم لأصحاب العمائر. وأوضح المستأجرون رابح القرشي وسمير إسماعيل اليماني وصالح الحربي، أن الإيجارات سجلت ارتفاعات كبيرة جداً مع بدء العام الحالي، وذلك في ظل الإشاعات، التي ترددت عن تحويل منطقة العزيزية إلى منطقة مركزية، وهو الأمر الذي أوجد انطباعاً لدى أصحاب العمائر بحي العزيزية، أن عمائرهم أصبحت تقارن بمنطقة أجياد أو المسفلة. ويرى المستأجرون أن هذا التصور غير صحيح، فمنطقة العزيزية طوال العام لا تستقبل إلا مانسبته 20% فقط من المعتمرين، وأنها لا تنشط وتتحسن معدلات التشغيل في فنادقها ووحداتها السكنية إلا في موسم شهر رمضان المبارك والحج، أما في بقية أشهر العام الأخرى، فإن جل المتسوقين هم من المواطنين والمقيمين بالعاصمة المقدسة، الذين تعودوا على التسوق في المحلات التجارية بحي العزيزية، مشيرين إلى أهمية تقنين الأسعار وعدم المبالغة فيها حتى لا يتعرض أصحاب المحلات التجارية لخسائر كبيرة لا يستطيعون معها تسديد الإيجارات المترتبة عليهم، وبالتالي ستدب الخلافات بينهم وبين أصحاب العمائر. وتعليقا على موضوع ارتفاع الإيجارات بمنطقة العزيزية، أوضح عضو اللجنة العقارية بغرفة مكةالمكرمة يوسف الأحمدي في تصريح إلى "الوطن" أن العزيزية أصبحت الآن منطقة لإسكان المعتمرين والحجاج، فهي حلقة وصل بين المنطقة المركزية للحرم والمشاعر المقدسة. وأضاف أنه "مع المشاريع التطويرية الكبيرة التي تشهدها المنطقة المركزية بالحرم الشريف، زاد الإقبال على الفنادق والوحدات السكنية بالعزيزية بشكل كبير، الأمر الذي دفع عددا من أصحاب العمائر والمحلات التجارية إلى رفع الأسعار"، مشيرا إلى ذلك بقوله: "معلوم أن الإيجارات تخضع لمبدء العرض والطلب".