تقترب العاصمة السورية من خلع رداء الخوف من قوات نظام الأسد وشبيحته، لتلحق بركب الثورة إلى جانب قريناتها من المدن والمحافظات الأخرى. وإن كانت محاولات كسر حاجز الخوف تجري في دمشق هذه المرة على قدمٍ وساق، إلا أنها لا تخلو من الخطر المفضي إلى الموت أحياناً، أو إلى غياهب سجون بشار أحياناً أخرى. وابتكر شباب العاصمة المُندرجين في إطار "اتحاد طلاب سورية الأحرار" بعضاً من المصطلحات، أو "الشفرات" تحكي واقع الحال على الميدان، من حيث وجود قوات النظام وقناصته في المنطقة المُزمع التظاهر فيها، ليتم الاحتراز أو إلغاء المظاهرة المزمع القيام بها. "فركش" هو المُصطلح أو "الشفرة" التي وضعها "اتحاد طلاب سورية الأحرار" لإلغاء المظاهرات والتجمعات الطلابية، وتعني أن الوضع محفوف بالخطر، أو تختصر نبأ وجود قناصةٍ تابعين لقوات الأسد، لتقابلها في النقيض "تكبير" التي تعني أن الوضع يصلُح للتظاهر والتجمع، وإن كان محفوفاً بالخطر بعض الشيء. وما بين هذا وذاك، صب شباب دمشق أول من أمس غضبهم على الإعلام السوري، في مظاهرةٍ حاشدة أطلقوا عليها شعار "الإعلام السوري كاذب"، أرسل عبرها المتظاهرون رسائل مفادُها "أن أكاذيب وألاعيب النظام المسنودة إعلامياً من قبل وسائل خاصةٍ به، لم تعُد تُستساغ" في شارعٍ يضيق حُزناً على وقع إما "قتيل أو مفقود". وعلى الطرف الآخر من دمشق، التي تعيش مُعظم أحيائها عمليات كرٍ وفرٍ ومواجهات ما بين قوات الجيش السوري الحر، وقوات النظام الأسدي، تمكن "الحر" من قطع أحد أهم أوصال النظام وشرايينه، بعد أن استولى على حاجز "الحرملّة"، وكبد قوات النظام خسائر بشرية، تُقدر بنحو 100 عنصر وشبيح. وتأتي عملية الاستيلاء على الحاجز "الشهير" بمثابة ضربةٍ قاصمةٍ لنظام الأسد، على اعتبار أن "الحرملّة" ذات طابعٍ ميداني استراتيجي هام. وذكرت مصادر مطلعة ل"الوطن" أن أهمية حاجز "الحرملّة" تكمن في المنطقة التي يُطل عليها، لارتباطها بغوطة دمشقالشرقية". ويعمل في الحاجز أكثر من 100 عنصر ما بين عناصر مخابرات وأمن وشبيحة، ويتلقى تعزيزاتٍ لوجستية أكثر أهميةً من غيره، للاعتماد على موقعه ومركزه الميداني وأهميته.