يعد اكتساب اللغة الإنجليزية أحد أهم التحديات التي تواجه المبتعثين أثناء الدراسة في الخارج. ويظن البعض منهم أن مجرد الانتقال لدولة الدراسة، والعيش بين ظهراني الشعوب الغربية، والاحتكاك بهم كاف لإكسابه المستوى المأمول من اللغة. يبدأ بعض المبتعثين فترة ابتعاثه بالبحث عن سكن مع عائلة أجنبية بحجة تعلم اللغة، ويركز على تعلم مهارة التحدث لنيل الوجاهة الاجتماعية، والتباهي بلغته، متناسياً أهمية المهارات الأخرى من الكتابة، والقراءة، والاستماع، ويكتفي بحضور المحاضرات في المعهد - بشكل متقطع طبعاً- ثم يقضي بقية وقته كما كان يقضيه في بلده الأم! ، فهو يختلط معظم وقته بزملائه السعوديين، أو العرب، لأنه لا يستطيع الصبر عن الحياة الاجتماعية التي اعتادها. ثم يكمل باقي وقته في تصفح المحتوى العربي على الإنترنت من صحف وإعلام اجتماعي وترفيهي. وتبقى مصادر تعلم اللغة من قاموس، ومذكرات، وكتب، وغيرها مجرد أدوات كمالية لا يستعملها ولا يدرك أهميتها، وعند إخفاقه يلقي باللوم على المعهد والمدرسين. اللغة الإنجليزية بجانب كونها وسيلة للتواصل هي أداة العلم ووسيلته، ولا تقل أهمية عن باقي المواد الدراسية إن لم تكن أهمها. واكتساب اللغة يتطلب قضاء وقت خارج المعهد يعادل وقت المحاضرات، وربما أطول، يقوم فيه الطالب بترجمة واستقصاء كل ما تعلمه وتلقّاه من معلومات ومفردات جديدة وقديمة، إذ لا بد أن تظل المفردة هاجس المتعلم وضالته، ولا يكتفي بمعرفته لمعانيها بالعربية فقط، ويتم ترسيخ وتعزيز ذلك بالتدرب كتابياً على طريقة تهجئتها وكتابتها ونطقها، وتعلم المفردات الأخرى المشتقة منها والمشابهة، أو المعاكسة لها. من الأخطاء الشائعة لدى بعض المجتهدين محاولة ترجمة وفهم المفردات بشكل منفصل عن بعضها في قوائم لا نهاية لها، وهذا سبب رئيسي لضياع المنظومة اللغوية، واستمرار التشتت، والإحساس بالبعد عن اللغة وكرهها والملل منها. ينبغي أن يعيش الطالب حماس اللغة ليلاً ونهاراً، في البيت، والشارع، والمتجر، وفي كل موقف، وقديماً قالوا: اطلب العلم – واللغة أوله – من المهد إلى اللحد. وقالوا أيضاً: لن يؤتيك العلم بعضه حتى تؤتيه نفسك كلها.