واصل رئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب صمته، وابتعد عن مواجهة أطياف المعارضة المُناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، الرافضة لدعوة الحوار مع أطراف النظام، التي أطلقها أواخر الأسبوع الماضي. وابتعد الخطيب، الذي يواجه موجّةً من الانتقادات وردود الأفعال التي طالت دعوته وبلغ البعض منها مطالبته بالتخلي عن منصبة كرئيسٍ للائتلاف الوطني، عن مُسانديه في النضال ضد الرئيس الأسد، وتفرغ للقاء من كان يصفهم فيما سبق ب "المتورطين في دعم عصابة الأسد الحاكمة في سورية". وكان الخطيب وصف موسكو، في حديثٍ ل "الوطن" في 10 ديسمبر الماضي، بأنها "تتحدث عن حلولٍ ولا تُقدم شيئا". وزاد "أظن الروس تورطوا ويبحثون عن الخروج بطريقةٍ آمنة، لكن لا أدري كيف يُفكرون. هم أغرقوا أنفسهم كثيراً مع هذه العصابة بشكلٍ أساء إلى صورتهم". في هذه الأثناء، تقف المعارضة السورية مُصممةً على ضرورة تنحي الأسد في سورية "الجديدة"، بل يتجاوز الأمر ذلك بكثير في ظل مطالبات ووعود عديدة من الأطراف المُناهضة للأسد بمحاسبته. وكان ضمن تلك الأصوات التي تعالت ونادت بمحاسبة الأسد ومن يُوصفون ب "العصابة الحاكمة في سورية" صوت الخطيب ذاته، الذي قال أيضاً ل "الوطن" إن الرجل (أي الأسد) سيُلاحق قانونياً أينما ذهب. تلك الرغبة الجامحة بمحاسبة الأسد، عاد وأكد عليها في تصريحاتٍ ل "الوطن" أمس، جورج صبرا، رئيس المجلس الوطني السوري، الذي قطع بعدم تقديم الشعب السوري وأطياف المعارضة شيئاً بالمجان للنظام الأسدي. واعتبر أن الثورة السورية لا تزال لديها القدرة على الصمود والعطاء، واتهم أطرافاً دولية لم يُسمها ب "الإنهاك" من الأزمة السورية، وبالتالي سعي تلك الأطراف إلى تقديم ما وصفه ب "جائزةً للترضية بالمشاركة مع نظام الأسد". ووجد صبرا أن إعاقة الثورة باتت أكثر راحةً للنظام الدولي، على اعتبار أن الثورة لو بلغت وحققت أهدافها، فإن المنطقة "ستهتز"، طبقاً لما جاء على لسان الرجل. وأضاف "لن نحيد عن هدفنا. الثورة السورية لا تزال لديها القدرة على الصمود والعطاء. صحيح هناك من بات يستشعر التعب من الأطراف الدولية جراء الأزمة السورية وأصبح لا يُريد أن تأخذ الثورة جائزتها الكبرى، وبالتالي يُريد إعطاءها جائزة ترضيةٍ بالمشاركة مع النظام". وتابع "حتى وإن كانت هناك أطراف في المعارضة تشعر بالتعب، فإن الشعب مستمر في التضحيات، كونه لا يستحق "الكعكة" التي قدمها الخطيب للنظام السوري". وزاد رئيس المجلس الوطني السوري "هناك بعض الأطراف المقربة من النظام تخشى أن تخسر كل شيء، تسعى للمحافظة على جزء من الخسارة، ربما يرتبط بهم الخطيب.. هم من حاولوا إقناع الرجل بفكرة الحوار مع النظام". واعتبر أن التصور الفردي الذي طرحه الخطيب "مشروع إحباطٍ للشعب السوري"، بل وربما يُسهم في خلق بلبلةٍ ستؤدي في نهاية الأمر إلى خسران حاضنة الائتلاف الشعبية في نفوس الشعب الثائر على نظام بشار الأسد، لمدةٍ اقتربت من عامين متواصلين. وقال هنا "التصورات الفردية مشاريع إحباط، لأنها ستأخذنا لحوارات لا لزوم لها. في الحقيقة نحن توقعنا أننا انتهينا منها، وأقصد الحوارات تلك، لكنها عادت لخلق بلبلة في صفوف الثوار، وقد تُقلل من حاضنتنا الشعبية في نفوس الشعب السوري والثوار". في غضون ذلك، حث الخطيب، الرئيس الأسد على اتخاذ موقف واضح إزاء دعوته للحوار، قائلا إنها تهدف لحقن الدماء ومساعدة النظام "على الرحيل بسلام". وقال في تصريحات أمس إن القوى الكبرى ليست لديها رؤية لحل الأزمة السورية.