مع انتهاء حلم منتخب "الأفيال" في التتويج بكأس أمم أفريقيا، يكون كبير "الفيلة" قائد المنتخب ديديه دورجبا، ودع البطولة للأبد، دون أن يحقق حلمه في تذوق حلاوة التتويج باللقب القاري، ليموت الفيل جوعا وهو ينتظر نمو العشب.. وشارك دروجبا مع منتخب بلاده في 5 نسخ من نهائيات كأس أمم أفريقيا، حيث خسر الأفيال المباراة النهائية لعام 2006 أمام مصر المضيفة بركلات الترجيح، وخرجوا من نصف النهائي عام 2008 في غانا على يد مصر أيضا 1/4 قبل أن يحلوا في المركز الرابع، ومن الدور ربع النهائي في النسخة قبل الأخيرة في أنجولا على يد الجزائر 2/3 بعد التمديد، ثم خسروا نهائي النسخة الأخيرة في الجابون وغينيا الاستوائية على يد زامبيا بركلات الترجيح. وضم ابن العاصمة أبيدجان (34 سنة) إلى مسيرته الكروية العديد الألقاب والكؤوس الغالية، أبرزها لقب أبطال أوروبا عام 2012 مع تشلسي الإنجليزي، ولقب بطولة إنجلترا لأعوام 2005 و2006 و2010 مع تشلسي نفسه، وتتويجه بالكرة الذهبية الأفريقية لعامي 2006 و2009. وكان دروجبا صرح في أكثر من مناسبة، قائلا إن بطولة جنوب أفريقيا 2013 (الحالية) ستكون آخر موعد له مع مسابقة "الكان"، ممنيا النفس بإحراز كأسها. يذكر أن منتخب ساحل العاج حصد كأس أفريقيا في مناسبة واحدة يعود تاريخها إلى عام 1992 في السنغال، حينما تغلّب في النهائي على غانا بركلات الترجيح. عموما، واصل الجيل الذهبي للمنتخب العاجي فشله الذريع في الصعود إلى منصة التتويج في البطولة للمرة الخامسة على التوالي بخروجه من الدور ربع النهائي على يد نظيره النيجيري 1/2 أول من أمس. وكما جرت العادة في النسخ الأخيرة لم يكن أشد المتشائمين يتوقع خروج المنتخب العاجي من ربع النهائي، نظرا إلى تشكيلته المتكاملة والمتجانسة التي تضم نجوما من أشهر لاعبي القارة السمراء من طينة دروجبا وزميله السابق في الفريق اللندني تشلسي وليل الفرنسي حاليا سالومون كالو، ولاعب وسط برشلونة الإسباني السابق ومانشستر سيتي الإنجليزي حاليا يحيى توريه.. أفضل لاعب في القارة السمراء في العامين الأخيرين، وشقيقه مدافع سيتي أيضا حبيب كولو توريه، وزميله السابق في أرسنال الإنجليزي إيمانويل ايبويه الذي يدافع عن ألوان غلطة سراي التركي حاليا، ومهاجم ليل الفرنسي سابقا وأرسنال حاليا ياو كواسي جيرفيه الملقب ب "جيرفينيو". وعلقت ساحل العاج التي تلهث خلف اللقب القاري الثاني في تاريخها، آمالا كبيرة على جيلها الذهبي للألفية الجديدة، بيد أن كل هؤلاء النجوم لم يسعفوا "الفيلة" في فك العقدة التي لازمتهم في النهائيات القارية في النسخ الخمس الأخيرة. وبدت خيبة الأمل كبيرة على لاعبي المنتخب العاجي بعد الخسارة، لأنهم أهدروا فرصة ذهبية للمرة الخامسة على التوالي لإحراز اللقب الثاني في تاريخهم، خصوصا أنهم كانوا مرشحين بقوة لبلوغ المباراة النهائية على الأقل، بيد أن الرياح جرت بما لا يشتهي العاجيون فاصطدموا بإرادة قوية لنيجيريا. وقال جرفينيو "كنا نرغب في الفوز بهذه المباراة وقدمنا كل ما لدينا من أجل ذلك، الفريق بأكمله كان لديه هدف واحد هو الفوز على نيجيريا، بيد أن ذلك لم يحصل، وليس لدينا أعذار لتقديمها. كانت نيجيريا محظوظة بتسجيل الهدف الثاني، لأن تسديدة صنداي مباه ارتطمت بقدم المدافع سليمان بامبا وخدعت الحارس". في المقابل، خرج دروجبا وتوريه وزوكورا دون الإدلاء بأي كلمة إلى وسائل الإعلام، فيما طرح سؤال وحيد بخصوص مستقبل دروجبا مع "الفيلة"، خصوصا بعد أدائه الباهت في النسخة الحالية. وبدا دروجبا بعيدا عن مستواه بسبب توقف الدوري الصيني منذ 3 أشهر حيث يدافع عن ألوان شينهوا، مما دفع المدرب صبري لموشي إلى الاحتفاظ به في دكة البدلاء في المباراة الثانية أمام تونس، بيد أن المدافع بامبا أكد أن دروجبا سيواصل اللعب مع المنتخب، وقال "إنها الرسالة التي وجهها دروجبا إلى زملائه عقب المباراة"، مضيفا "لقد قال لنا إنه يتحمل مسؤولياته، وطالبنا بعدم الاستياء وبضرورة رفع الرأس مجددا وبقوة أكبر في المرة المقبلة". وتابع "لا أعتقد أنه سيعتزل اللعب. إنه لاعب مقاتل ونحن نعرف جيدا أنه في حال كان جاهزا سيكون معنا، ليس هناك أي سبب لاعتزاله".