وصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس إلى تمبكتو حيث استقبله بالترحاب سكان المدينة التي تنطوي على أهمية رمزية في شمال مالي الذي استعادته أخيرا القوات الفرنسية والمالية من المجموعات الإسلامية التي كانت تحتله وارتكبت فيه كثيرا من التجاوزات. وهتف آلاف من سكان تمبكتو الذين احتشدوا في الساحة الرئيسة للمدينة "تحيا فرنسا، يحيا هولاند"، ووصفوا بالمحرر الرئيس الفرنسي الذي التقى الجموع المحتشدة. وقد ارتدى عدد كبير منهم قمصان تي شيرت طبع عليها علما فرنسا ومالي. وأمسك هولاند والرئيس المالي بالوكالة ديونكوندا تراوري بيدي بعضهما البعض ورفعا علامة النصر وسط تصفيق الجماهير. وازدانت المدينة بأعلام فرنسا ومالي ورقص السكان على أنغام الموسيقى. وزار هولاند الذي يرافقه ديونكوندا تراوري، مسجد جينجاريبر أبرز أماكن العبادة في المدينة حيث التقى إمامه ثم زار مركز حفظ المخطوطات الثمينة القديمة التي أحرق الإسلاميون بعضا منها. واتخذت تدابير أمنية مشددة في مدينة تمبكتو التي تبعد 900 كلم شمال شر ق باماكو. وتمركز عسكريون فرنسيون كل مائة متر وجابت مدرعات الشوارع وكذلك سيارات بيك آب مكتظة بجنود ماليين. ويرافق الرئيس الفرنسي وزراء الخارجية لوران فابيوس والدفاع جان إيف لودريان والتنمية باسكال كانفان والمديرة العامة لليونيسكو إيرينا بوكوفا. واستقبل الرئيس تراوري الرئيس الفرنسي قبيل توجهه إلى سيفاري (وسط)، ثم توجها بعد ذلك إلى بأماكو لغداء عمل ولإلقاء خطاب. ويتوقع أن يدعو الرئيس الفرنسي الدول الأفريقية إلى أن تحل سريعا محل فرنسا، وإلى الحوار السياسي والمصالحة الوطنية في مالي. وقد يعلن أيضا عن بداية انسحاب فرنسي من مالي حيث ينتشر أكثر من 3500 جندي على الأرض. وبدأ التدخل الفرنسي في 11 يناير غداة هجوم شنته في اتجاه جنوب مالي المجموعات الإسلامية المسلحة المرتبطة بالقاعدة التي كانت تحتل الشمال منذ عشرة أشهر. وقال مصدر مالي أمني إن "فرقة أولى من الجنود التشاديين وصلت إلى كيدال.وكيدال هي المكان "المحتمل" الذي يعتقل فيه سبعة رهائن فرنسيين، كما تقول باريس.