وظائف بالمئات عرضت خلال يوم المهنة بالعاصمة الكندية الذي عقد على مدى ثلاثة أيام الأسبوع المنصرم، إلا أن العرض فاق الطلب بمراحل، حيث تصدرت الوظائف الطبية الصدراة في الوظائف التي ترغب الجهات الحكومية والأهلية في تعيين مبتعثين عليها، إلا أن المحصلة كانت ضعيفة بالنسبة لهم. الوظائف الطبية وزارة الصحة السعودية شاركت بجناح ضم 6 جهات تنوعت ما بين مدن طبية ومستشفيات، معلنة حاجتها لشغل تلك الوظائف بأرقام كبيرة، فيما دخلت الجامعات وبالأخص جامعة نورة وجامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود وعدد آخر من الجامعات على خط المنافسة، إلا أن عدد الخرجين من فئة الأطباء لم يتجاوز 132 خريجا وخريجة، يمثل الذكور منهم 103، بينما بلغ عدد الخريجات من الإناث 29 مبتعثة. وتقلصت دائرة التنافس، حيث إن نسبة كبرى من أولئك المبتعثين كانوا من جهات حكومية، أي أن وظائفهم محددة سلفاً، وبالتالي انحصرت دائرة التنافس على عدد محدود من الطلبة الذين يمثلون خريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. من جهة أخرى، أبلغ مصدر بإحدى الجامعات السعودية أن شركة كبرى أبلغته عن حاجتها لمهندسين سعوديين من الخريجين، مبدية استيعابها لعدد الخريجين لفترة 25 عاماً مقبلة، حيث كانت تخصصات الهندسة التالية من حيث الطلب في يوم المهنة، بعد التخصصات الطبية، وفقاً لاستطلاع أجرته "الوطن". مشاركة مختلفة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا، شاركت بشكل مغاير للمشاركات الأخرى، ففي الوقت الذي كانت الجهات الحكومية والأهلية تبحث عن الخريجين لتوظيفهم، كانت عين "كاوست" على المتميزين من الخريجين، مستهدفة ضمهم إلى ركبها العلمي، حيث أوضح مصدر بالجامعة تحدث ل"الوطن"، أن الجامعة ترغب في استقطاب المتميزين لاستكمال دراستهم العليا بها في 11 تخصصاً أبزرها العلوم والهندسة. وقال المصدر إن الجامعة لديها عدد كبير من المميزات المقدمة للطلاب، علاوة على ما تتميز به من سمعة عالمية، وكوكبة من أعضاء هيئة التدريس ذوي الجدارة والكفاءة العالية على المستوى العالمي. حفل التخرج إلى ذلك لخص خريج وخريجة مسيرة الابتعاث حين ألقيا كلمتين نيابة عن زملائهما، خلال حفل التخرج الذي أقيم بالعاصمة الكندية مشيرين إلى مقدار الفرحة العارمة، وما تعنيه كلمة "خريج" بالنسبة لهم، بعد أن قضوا شوطاً طويلاً في اكتساب العلم والمعرفة، وما صادفوه من صعوبات، ولحظات سعيدة، معربين عن مشاعر الامتنان الصادقة نحو من يقف وراء هذا المنجز الكبير، والعطاء السخي، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز. وخلال الحفل اختار الملحق الثقافي بكندا الدكتور علي البشري ألا يكون "خطيباً"، في كلمته التي ألقاها أمام الطلاب - بحسب تعبيره - مكتفياً بتقديم الشكر لمن وقفوا خلف الجهود المقدمة للطلاب، إلا أنه قطع عهداً على نفسه بأن يسير كل طالب يتبع للملحقية في مسيرة الخريجين، في إشارة إلى أنه سيبذل مع زملائه كل ما في وسعه لضمان حصول الطلاب على الدعم الكافي الذي يتيح لهم التغلب على كافة المعوقات التي تصادفهم، من أجل تحقيق ما قدموا لأجله والتخرج من البرنامج بعد الحصول على الدرجة العلمية. ووصف الملحق الثقافي نفسه ب"المحظوظ"، حيث شهد قبل أشهر قليلة حفلاً لتخريج مبتعثي أستراليا، وها هو اليوم يشهد تخريج كوكبة أخرى من الخريجين. وألقى القائم بأعمال السفارة السعودية في كندا يوسف أبو عيش كلمة وصف فيها برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي بالخيار الاستراتيجي لبناء المجتمع على أسس معرفية، بالعلم الذي يشيع قيم التسامح والسلام بين مختلف الأمم والشعوب، إسهامها في التقدم العلمي والاقتصادي والرقي الاجتماعي والانفتاح على ثقافات العالم وحضارته. وقال إن الحفل يمثل فرحة الوطن، بحصاد مشروع أتاح لكثير من أبناء الوطن أن ينهلوا من مصادر العلم والمعرفة من أرقى الجامعات العالمية، مشيراً إلى أن إنجازات المبتعثين تجاوزت الحصول على شهادات التخرج إلى تسجيل براءات اختراع، والتوصل إلى اكتشافات علمية جديدة، وتحقيق مركز متقدم بين الدول.