"شخابيط" دوّنها عابثون بالبخاخات وبالألوان، كانت كفيلة بإتلاف عشرات اللوحات الفنية لعدد من الفنانين التشكيليين السعوديين، كان بعض أصحابها يعدونها للمشاركة بها في معرض إقليمي، ولم يحمها وجودها في مرسم بيت الشباب بالرياض الذي وفرته الإدارة للفنانين بغرض العمل والتفرغ لممارسة الرسم، لينتهي الأمر بلوحات تالفة وفاعل مجهول لا يعلم عنه أحد شيئاً. الفنان محمد مجرشي نالت لوحاته النصيب الأكبر من الإتلاف، حمل إدارة بيت الشباب وبعض الفنانين المشاركين، إضافة لمن يملك مفاتيح النادي، المسؤولية، وحكى ل"الوطن" تفاصيل ما جرى: "اللوحات بعهدتهم، لذلك هم المسؤولون عن سلامتها، لقد وصل عدد اللوحات المتلفة إلى 30 عملاً بأحجام مختلفة، تصل قيمتها التقديرية لربع مليون ريال وهي تعود لخمسة فنانين". وحول الفاعل المتوقع، قال مجرشي "الأمر ينبئ بأن الإتلاف ربما نفذه متخصص وملم بالفنون، وهو ما يتضح من ضربات الفرشاة على اللوحات، بحيث لم يحطم اللوحات ويمزقها مثلاً، وأيضا المكان لم يتعرض للسرقة!". وتابع مجرشي "للأسف كنت أجهز لوحاتي لإرسالها لوكالة الوزارة للشؤون الثقافية بعد قبولها للمشاركة في معرض الفن الخليجي المعاصر، أما كل ما فعلته إدارة بيت الشباب فهو وعد بفتح تحقيق لا أعلم عن ماذا سيسفر. إن الطريقة التي أُتلفت بها اللوحات وعدم تحديد هوية الفاعل يبينان كيف يتم التعامل مع الفن بشكل عام وكيف تسير الأمور، وهو غيض من فيض مما نجده نحن الفنانين لمواصلة عملنا". من جانبه أكد مدير بيت الأمير فيصل بن فهد للشباب في الرياض عبدالرحمن أباحسين أن موضوع مجرشي محل الاهتمام من الإدارة العامة، وبصدد تشكيل لجنة تحقيق، في انتهاك حرمة بيت الشباب، موضحا أن مجرشي رمى التهم على إدارة البيت وزملائه الفنانين قبل انتهاء التحقيق. مؤكدا أنه على ضوء النتائج سيحاسب المتسبب، سواء من البيت أم من جهات أخرى، وبإمكان الفنان رفع دعوى أو القبول بالتعويض. ويضيف أباحسين أن المسؤول عن المرسم هو شخص واحد، وأن الفنانين يحضرون للمرسم في أوقات مختلفة، مما سيجعلنا بعد التحقيق نعرف إذا كانت هناك مفاتيح قد نسخت للفنانين أم لا؟ وعن الأعمال المتضررة قال إنها لا تتجاوز 6 لوحات، والمرسم يتضمن قرابة 30 لوحة لم تكتمل فنيا حتى اليوم، وهي للتجهيز لمسابقة ثقافية فنية يحضرها الأمير نواف بن فيصل بن فهد.