في الوقت الذي تستعد فيه نحو 30 امرأة سعودية لأداء القسم أمام الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل الجلوس على مقاعدهن تحت القبة الذهبية بعد تعيينهن عضوات في مجلس الشورى أول من أمس، لا تعرف نساء سعوديات أخريات شيئاً عن المجلس ذاته. وذكرت سعوديات عن رأيهن بتعيين 30 سيدة في مجلس الشورى، فكان جواب سلمى السالم (70 عاماً) يدل على أنها لا تعرف شيئاً عن «المجلس»، عندما قالت: «وش هو ذا يا بنتي؟»، مبررة جهلها بكبرها في السن. أم وسيم هي الأخرى لا تعلم عن مهمات المجلس شيئاً «سوى ما رأيته يوم الجمعة على القناة السعودية الأولى»، لافتة إلى أنها اعتقدت أن الإعلان عن تعيين عضوات في مجلس الشورى، مجرد عرض لإنجازات سابقة. وتحلف عيده المزيد (50 عاماً) بتلقائية، وهي ترعى ثمانية بنات يتيمات، بأنها لا تعرف مجلس الشورى، فتقول: «ما أعرف مجلس الشورى، لا والله ما أعرفه أبداً»، لتجيب ببراءة عن رأيها في تعيين 30 امرأة في المجلس بقولها: «ما يخالف». وتشابه رد فعل صيته عبدالله مع سابقتها، عندما قالت: «لا والله ما أعرفه يا بنيتي»، متسائلة: «وش هو مجلس الشورى؟ ولا عمري سمعت عنه». في حين ردت رفعة الدوسري (60 عاماً) بتساؤلات عدة تدل على جهل تام بوجود مجلس للشورى، وما يعنيه: «ماذا يعملون بداخله؟»، «وما علاقتها كامرأة به؟»، وحينما علمت بدخول عضوات إلى المجلس لم تبد أي اهتمام، واكتفت بالقول: «ما يخصنا.. هل بيوظفونا؟». في المقابل، اعتبرت عضو مجلس الشورى الدكتورة سلوى الهزاع جهل المرأة السعودية بالمجلس عائداً إلى «عدم وجود نساء بداخله»، لافتة إلى أن الجهل بوجود مجلس الشورى ومهماته ليس مقتصراً على النساء، إذ هناك رجال أيضاً يجهلون وجوده، مستشهدة بقصة حدثت لها أمس في عيادتها عندما هنأها أحد المرافقين لوالده المريض على تعيينها عضواً في المجلس، ما جعل المسن يسأل: «ما هو مجلس الشورى؟». وذكرت أن اختيار العضوات من جميع فئات المجتمع والثقافات والتخصصات المختلفة سيسهم في أن تعي المرأة العادية (ربة المنزل) مهمات مجلس الشورى. في المقابل، لم يستغرب عضو مجلس الشورى الأسبق الدكتور محمد آل زلفه جهل المرأة بالمجلس «فهي لن تلمس وجود المجلس إلا حينما تصدح بنات جنسها بقضاياها تحت قبة المجلس». ورجح أن عدم وجود قنوات تواصل ثقافية مع النساء في الأحياء سبب آخر للجهل بمهمات المجلس، والتي من خلالها ستعلم المرأة أن هناك من يهتم بها ويحمل همها إلى صاحب القرار. ودعا آل زلفه العضوات المعينات إلى الخروج والجلوس مع الناس البسطاء. وقال: «اخرجن للمجتمع وللنساء البسيطات، وبخاصة صاحبات البسطات، وأوجدن لهن أماكن محترمة يبعن فيها، وجالسوا النساء في البادية والحاضرة والمدن وأطرافها». * حياة الغامدي / الرياض