انهيارات صخرية وتحويل مسار طائرات ويوم عصيب مر على أهالي منطقة تبوك وبعض محافظاتها أمس، إثر الأمطار الرعدية المستمرة حتى وقت متأخر من مساء أمس، والمرشحة للاستمرار لليومين المقبلين بحسب تنبيهات رئاسة الأرصاد. ورغم أن "الأرصاد" كثفت من تنبيهاتها خلال الأسبوع الماضي، إلا أن بعض الإدارات الحكومية تجاهلت أخذها بمحمل الجد، الأمر الذي تسبب في مآس شهدتها شوارع تبوك أمس، فيما كشفت تلك الشوارع أيضاً خلل تصريف مياه الأمطار، الأمر الذي تسبب في إعاقة الحركة المرورية، وتوقف بعض الطرق بشكل كامل. "طلاب وطالبات" تحت المطر كان مشهد الطلاب والطالبات وهم يحملون كتبهم ويسيرون تحت المطر، أو احتجازهم في سياراتهم المعطلة في الشوارع الغارقة بالمياه؛ المشهد الأبرز صباح أمس في تبوك، إذ لم يصدر أمر إدارة التربية والتعليم بتعليق الدراسة إلا بعد أن حضر الطلاب والطالبات وأطقم التعليم في مدارسهم، ليطالبوهم مجدداً بالعودة إلى منازلهم، حيث أكد مدير إحدى المدارس "فضل عدم ذكر اسمه" أنهم واجهوا صعوبة شديدة في الخروج من المنزل للتوجه للمدارس، وكثرة السيارات المتعطلة بالطرق والمليئة بالعوائل والطلاب والطالبات، مبينا أنه بعد وصولهم للمدرسة وجدوا أن الكهرباء قطعت تماما مع وجود بعض الطلاب. وقال أحد المعلمين "لم نبلّغ بخبر تعليق الدراسة إلا بعد مضي ما يقارب الساعة من بدء الدوام الرسمي، فيما ذكر سرحان البلوي "أحد أولياء الأمور" أن إدارة التعليم تتحمل كامل المسؤولية في عدم تبليغ إدارة المدارس وأولياء الأمور. وشملت تعليقات الدراسة جامعة تبوك ومجلس التدريب التقني الذي علق التدريب في الكليات والمعاهد الصناعية بالمنطقة كافة، حيث أكد رئيس المجلس علي آل عامر استمرار تعليق التدريب إلى حين انتهاء تحذيرات الدفاع المدني من خطورة الأوضاع وذلك لحماية أرواح المتدربين من الخطر. "التعليم" تبرر و"المدني" يؤكد من جانبه أوضح مدير الإعلام التربوي بتعليم تبوك سعد الحارثي في تصريح ل"الوطن" أن تعليق الدراسة ليس مركزياً، بل إنه من صلاحيات مديري ومديرات المدارس في تبوك ومحافظاتها، مشدداً على أن هناك توجيهات مستمرة طوال العام، لمديري ومديرات المدارس كافة بشأن تعليق الدراسة في الحالات الطارئة دون العودة للإدارة العامة، مشيرا إلى أن مدير التعليم بالمنطقة من صلاحيته "الإعلان العام" عن تعليق الدراسة وهو ما حدث أمس فور هطول الأمطار والتأكد من أنها أمطار غزيرة وشاملة. وأكد الناطق الإعلامي لمدني تبوك العقيد ممدوح العنزي أن الدفاع المدني قام بإرسال تقرير للتعليم عن الحالة وفق ما وردهم من الهيئة العامة للأرصاد بالمنطقة، وذلك لاتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة، مشيراً إلى أن وحدات الدفاع المدني ودوريات السلامة تمكنت من سحب وإنقاذ 25 سيارة و3 باصات طلاب وطالبات وإنقاذ سيارتين في وادي السلو بشرما، وتم فصل التيار الكهربائي عن بعض المحلات التجارية نظراً لارتفاع منسوب مياه الأمطار. وفاة طفل .. ومواطنون "يشتكون" وأعلن الدفاع المدني عن أول حالة وفاة من جراء ألأمطار لطفل عمره سنة، حيث كان الطفل في حضن والدته وأثناء قطعهم بسيارة والده وادي روافة قرب الخريطة وهو يسيل، جنحت بهم السيارة وسقط الطفل من حضن والدته وعثرت فرق البحث والإنقاذ للدفاع المدني على الطفل على بعد 2 كلم. وذكر المواطن مطير سليمان العطوي أنهم فوجئوا بدخول المياه إلى المنزل صباح أمس، مما أدى لحدوث بعض الالتماسات الكهربائية، وتم الاتصال بعمليات الدفاع المدني، وقال "لم نجد أي تجاوب يذكر، بحجة أن لديهم طوارئ"، وأضاف "بعد مضي نحو أربع ساعات من اقتحام المياه لمنازلنا، تم الاتصال بطوارئ الأمانة، لكننا لم نجد الرد"، فيما يؤكد المواطن سالم سليمان العطوي أن الأحياء الجنوبية تحاذي مجاري أودية، الأمر الذي يدعو لوضع حلول ناجعة لمشكلة تجمع المياه في تلك الأحياء. وذكر المواطن عبيد الحارثي أن حي المروج يشهد العادة السنوية بإغلاق الطريق، وعدم وجود تصريف للأمطار واحتجاز السيارات. "الأرصاد" تؤكد التبليغ من جهته أكد مدير فرع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة للقطاع الشمالي حمدان العطار العطوي قيامهم بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وتزويدهم بتقارير عن الأحوال الجوية المتوقعة خلال الأيام المقبلة لاتخاذ الإجراءات اللازمة، من أجل توفير الأمن والسلامة لأهالي المنطقة، وقال "منطقة تبوك تأثرت بحالة من عدم الاستقرار، بدأت منذ الجمعة ومن المتوقع أن تستقر الأجواء غداً ". انهيارات صخرية وذكر مصدر في إدارة أمن الطرق بمنطقة تبوك أن هناك انهيارات صخرية منذ بداية صباح أمس في منطقة الخريطة على الطريق الرئيس، وتم فتح الطريق تدريجيا من قبل الدفاع المدني، مضيفا أنه تم احتجاز عائلتين على طريق شرما، واحتجاز شخص آخر على طريق الخريطة. فيما ذكر مدير مرور تبوك العميد محمد النجار أنهم قاموا باحتياطات أمنية من أجل تحرير بعض الطريق، حتى لا يكون هنالك أي تكدس من شأنه احتجاز السائقين في أماكن وجودهم. إغلاق موقت لمطار تبوك وأكد مساعد المدير العام التنفيذي للعلاقات العامة في الخطوط السعودية عبدالله الأجهر أن مطار تبوك أغلق لفترة موقتة، حيث إن الرحلة المقبلة من جدة إلى تبوك، تم تحويل مسارها إلى مطار المدينةالمنورة، والرحلة المقبلة من أبها، تم تحويل مسارها إلى مطار الملك عبدالعزيز بجدة، وقد تمت إعادة جدولة هاتين الرحلتين لتصلا لتبوك في المساء، مؤكدا أن الخطوط السعودية قامت بتوفير كل ما يحتاجه المسافرون في هاتين الرحلتين من معيشة وسكن، حتى يصلوا إلى ذويهم في تبوك، مبينا أن الرحلات المغادرة من مطار تبوك أقلعت في وقتها المحدد. من جانبه أكد الناطق الإعلامي لإمارة منطقة تبوك علي بن مصلح القحطاني أن أمير المنطقة رئيس اللجنة المحلية للدفاع المدني الأمير فهد بن سلطان وجه اللجنة بالعمل وفق الخطط المعدة مسبقاً في مثل هذه الأجواء والظروف وتكثيف العمل، وشدد على كافة الجهات المعنية كالدفاع المدني وأمانة المنطقة وبلدياتها في المحافظات، إضافة إلى إدارات الطرق والمياه والكهرباء بتكثيف دورياتها وفرق الصيانة فيها لضمان استمرار الخدمات وتقديم العون والمساعدة العاجلة لمن يحتاجها. وكشف القحطاني أن اللجان المختصة بمراقبة الأودية تعمل حالياً في الميدان بالتنسيق مع الدفاع المدني لمراقبة وضع الأودية وسرعة اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة والتأكد من وضع السلامة حولها، مشيراً إلى أن غرفة العمليات المشتركة بالإمارة واللجان الفرعية للدفاع المدني تتابع الوضع في كافة المحافظات والمراكز، وتؤكد كافة التقارير بأن الوضع العام مطمئن جداً فيما عدا ما وقع بكل أسف وأسى من حادثة وفاة الطفل. وأدى جريان معظم الأودية في تبوك إلى انهيار في طريق "شرما" حيث أكدت عمليات أمن الطرق إغلاق الطريق، كما أفادت معلومات حصلت عليها "الوطن" عن احتجاز نحو 200 عائلة على طريق البديعة، بينهم فرقة إسعاف تابعة لصحة تبوك، فيما أكد الدفاع المدني مشاركة طائرتين تابعة للقوات الجوية في إنقاذ محتجزين على طريق ضباء، إضافة إلى احتجازات على طريق البديع والحرة. وأكد المتحدث الرسمي للهلال الأحمر حسام الصالح مباشرة 25 حادثا مروريا نتج عنها 12 إصابة نقلت للمستشفيات، مشيراً إلى إسعاف 13 حالة مرضية ونقل 10 أخرى للمستشفيات. وأضاف الصالح بأن صحة تبوك دعمت الهلال الأحمر ب5 فرق إسعافية، كما دعم المستشفى العسكري ب4 فرق، مبيناً أن الفرق الإسعافية التي باشرت العمل 21 فرقة، و26 تمركزت داخل تبوك.