دعا مسؤولون إسرائيليون لإبقاء الخيار العسكري ضد إيران مطروحا، فيما حذرت وكالة الطاقة الذرية من تلويح إسرائيل بضربة عسكرية ضد طهران، بينما لفت وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر لنشوء أزمة حول البرنامج النووي الإيراني قريبا. وقال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، ووزير الدفاع إيهود باراك، أمام المنتدى الاقتصادي في دافوس بسويسرا مساء أول من أمس، إن التهديد بعمل عسكري حيوي للجهود؛ لكبح البرنامج النووي الإيراني. وصرح بيريز "ستكون هناك محاولات أخرى للتفاوض، لكن سيظل دائما في الأفق خيار عسكري؛ لأن إيران إذا اعتقدت أن الأمر يقتصر على الجانبين السياسي والاقتصادي فلن تعيره اهتماما". كما دعا باراك إلى تطبيق عقوبات أكثر تشددا ضد إيران، وضرورة الاستعداد لتنفيذ هجمات محددة الأهداف. وتابع "إذا وقع الأسوأ سيكون هناك استعداد وقدرة على تنفيذ عملية محددة الأهداف تؤخر تقدم البرنامج النووي بشكل ملحوظ، وربما تقنعهم بأن العالم مصمم على اعتراضهم". ولكن مكتب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، قال في بيان أمس، إن أمانو أكد لبيريز ضرورة حل الخلافات مع إيران بالوسائل الدبلوماسية وليس بالحرب. وأضاف أن أمانو "أوضح التزام الوكالة بالحوار وضرورة إيجاد حل للقضايا مع إيران بالسبل الدبلوماسية". من جهته، قال كيسنجر في كلمته أمام المنتدى، إنه يتوقع أن تنشا أزمة حول المسألة النووية الإيرانية قريبا. وأضاف "طيلة 15 عاما، أعلنت الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن، أنه من غير المقبول أن تملك إيران السلاح النووي، وهذا الأمر يدنو شيئا فشيئا. وعلى هؤلاء أن يحسموا أمرهم بشأن كيفية الرد أو بشأن عواقب عدم الرد. وبرأيي سنصل لهذه النقطة في المستقبل القريب جدا". وشدد كيسنجر على ضرورة إعطاء "فرصة حقيقية" للمفاوضات، مؤكدا أن "عملا أحاديا من قبل إسرائيل يجب أن يكون الحل الأخير"؛ لأن "الفشل يمكن أن يؤدي لانتشار الأسلحة النووية في المنطقة". في المقابل، تقدم برلمانيون إيرانيون سابقون في الخارج باقتراح لتسوية الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني، داعين لوقف تخصيب اليورانيوم، وتخفيف العقوبات المفروضة على طهران. وفي رسالة وجهت للرئيس الأميركي باراك أوباما، والمرشد الديني لإيران علي خامنئي، والاتحاد الأوروبي، قال النواب السبعة السابقون: إن حل الأزمة ممكن إذا سعت كل الأطراف لمخرج "رابح" لها. واقترح البرلمانيون أن يوقف النظام الإيراني تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، ووضع مخزونه تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على أن يضع الغرب برنامجا زمنيا واضحا لتخفيف العقوبات. وقالت النائبة الإصلاحية السابقة فاطمة حقيجاتجو، التي تقيم حاليا في بوسطن، إن تخفيف العقوبات يمكن أن يدفع إيران للجلوس مجددا على طاولة المفاوضات، مشيرة إلى أن "مشاعر العداء للغرب ستزداد إذا استمرت العقوبات". كما قال النائب الإصلاحي علي أكبر موسوي، الذي يقيم بالولايات المتحدة، إن خامنئي "يحتاج لانتصار صغير على الأقل"، مثل اعتراف غربي بحق إيران في التخصيب بمستويات محض مدنية. وقال: إنه "يريد أن يقول لخصومه (انظروا أنا ربحت وأنتم خسرتم)".