أجمع المشاركون في ورشة العمل الإقليمية التدريبية للمراصد الحضرية على أن المراصد تمثل نقلة نوعية في صناعة نقطة اتصال بين الجهات التنفيذية ومتخذي القرار, وركيزة أساسية من ركائز اتخاذ القرارات التنموية، حيث أوضح خبير المراصد الحضرية بالبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية وكيل أمين منطقة المدينةالمنورة للتعمير والمشاريع الدكتور حاتم طه أن المدينةالمنورة رائدة في مجال المراصد الحضرية وتصنف كأول مرصد حضري على مستوى المملكة. وأشار خلال انطلاق ورشة العمل الإقليمية التدريبية للمراصد الحضرية بالمدينةالمنورة أمس، إلى أن الهدف من الورشة هو عملية التدريب وعملية طرح مفاهيم ومؤشرات المراصد الحضرية في جميع المجالات التنموية, وأن المخرجات المتوقعة وآلية العمل التي ستتم في الورشة والهدف منها إيصال مفاهيم المراصد الحضرية ومن ثم التدريب على طرق استنباط مؤشرات وطرق حسابها وكيفية استخراجها والوصول إلى مؤشرات تساعد في عملية دعم اتخاذ القرار, مؤكداَ بأن المراصد الحضرية تعتبر ركيزة مهمة في عملية اتخاذ القرار التنموي. وأشار رئيس البعثة بالمكتب الإقليمي للمدن العربية الدكتور طارق الشيخ إلى أن المؤشر يلزم متخذ القرار بأن يكون قراره سليما ويدعم توجهات المخطط واستراتيجيات التنمية الحضرية، ممثلاً على ذلك بجمع المعلومات حول أسعار الإيجار على مستوى المناطق، وكذلك معلومات عن الدخل ورصد مؤشر نسبة الدخل للإيجار والتي بناء عليها يمكن تبني مثلا سياسة تشجيع السكن بالإيجار، ويمكن الدخول في تفاصيل أكثر بجمع معلومات عن الفئات العمرية للسكان بالإيجار وعدد أفراد الأسرة. وأكد أن زيادة التفاصيل التي يتم جمعها تساعد متخذ القرار في وضع السياسة لاتخاذ القرار من خلال تقديم تسهيلات للبناء وللإيجار وتحديد المناطق ذات الطلب الأعلى أو التي تسجل نسبة زيادة في النمو مختلفة عن المناطق الأخرى, وبالتالي يتم اتخاذ قرارات بإيقاف التراخيص في منطقة وتسهيلها في مناطق أخرى لتوجيه النمو لها. ومن جهته، أوضح نائب مدير عام المعهد العربي لإنماء المدن عبد الله بن محمد السبيل أن هذه الورشة تأتي امتدادا لورش سابقة، حيث تم عقد ورشة عمل إقليمية للتدريب على المراصد الحضرية بالتعاون مع الجماعة الحضرية لمدينة القنيطرة بالمملكة المغربية وتم خلالها توقيع مذكرة تفاهم بين المعهد والجماعة الحضرية لإنشاء مرصد القنيطرة الحضري, كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين المعهد وبلدية القريات لتقديم الدعم الفني لإنشاء مرصد القريات الحضري, مشيراً إلى أنه يتم حالياَ الإعداد لتوقيع مذكرة تفاهم مع مدينة الإسكندرية لتقديم الدعم الفني لمرصد الإسكندرية الحضري وإقامة ورشة عمل إقليمية حول المراصد الحضرية. وشدد خبير المراصد الحضرية في الأممالمتحدة مدير القطاع الجنوبي بمنطقة عسير الدكتور حسني محمد سيد بأن المراصد الحضرية تمثل نقلة نوعية كبيرة في خلق همزة وصل بين الجهات التنفيذية ومتخذي القرار, مشيراَ إلى أنها تنقل الصورة الواقعية للمجتمع بكل ما يحويه من إمكانات وموارد إلى متخذ القرار لكي تساعده على اتخاذ القرار بصورة رقمية مقاسة, وأضاف بأن من مهام المراصد الحضرية تحول المشاكل المحسوسة إلى مشاكل مقروءة, بالإضافة إلى أنها تساهم في وضع السياسات والبرامج التنفيذية والميزانيات للدولة.