"نسمات عليلة، امتزجت بهدير الأمواج الدافئة، وأصوات فرح الكبار، ولهو الصغار، وحوارات السمر في كل مكان"، هذا ما تفاخر به العروس هذه الأيام، والتي تغنى بها أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل قائلا: "إنها المدينة الأسطورة.. فلم يريدونها مذعورة.. إنها همسة رجاء.. للمسة وفاء.. إنها رقصة موجة.. وحلم مساء.. إنها صوت شاعر.. وتغريدة طائر.. إنها صهيل جموح.. وصهوة طموح". وقابل الزائرين فخر العروس، برسم لوحة فنية بريشة توزعت ألوانها على مراكزها التجارية وحدائقها وواجهتها البحرية، فتجد الأطفال يلهون، والشباب يسمرون، والعائلات بين التنزه والتسوق يتسابقون، لتقابلهم العروس بوشاح الحب والترحيب، وتفاخر بهم جميع المدن بابتسامة الانتصار قائلة "إنني واجهة السياحة الأولى". ومع جذب جدة لنحو مليون ونصف المليون زائر بمهرجانها "هيا جدة"، توجت العروس بتاج جواهره مشاريع تنموية تضاف عليه بشكل متتابع لتتحول إلى إمبراطورة على عرش الجذب السياحي، فبرامج الترفيه، والطقس الدافئ، اجتمعت هذه الليالي على كورنيش جدة، وجمعت الأحبة والأصدقاء، ليتحول طول الكورنيش البالغ نحو 30 كيلو مترا إلى كرنفال شعبي. والحاضر لحفل إطلاق المهرجان في نسخته الثانية، عاش أجواء رائعة تلألأت فيها الألعاب النارية في سماء العروس، وطربت أذنه للأهازيج الجداوية، والتي كان يؤديها الفنانون فرحا بعروسهم الجموح. وتتويجا للعروس، حدد منظمو مهرجان "هيا جدة" أهدافهم بالعمل على زيادة الحركة التجارية في مدينة جدة، زيادة نسبة زوار مدينة جدة لمستويات مرتفعة من مناطق المملكة المختلفة وكذلك من المعتمرين الذين يأتون طوال العام، وضع مدينة جدة في مكانة اقتصادية باعتبارها من أهم وأبرز المدن، وتوعية الجمهور المستهدف بالمهرجان وفعالياته المختلفة وجذب أكبر شريحة ممكنة من العائلات السعودية والمعتمرين والمقيمين. ووصف رئيس اللجنة التنفيذية للمهرجان حسن بن إبراهيم دحلان عروس البحر قائلا: "تنظيم مهرجان "هيا جدة" للمرة الثانية على التوالي يعطي مدينة جدة رسوخا وتواجدا على الخارطة السياحية الخليجية والعربية"، فيما أعلن مدير إدارة المهرجانات والبرامج السياحية في غرفة جدة محمد بن عبدالرحيم الصفح أن العروس أعطت الضوء الأخضر لمراكزها بالمشاركة في مهرجانها. وتجاوبت المحلات التجارية مع أوامر عروسها على الفور، لتبدأ بمنح زوارها فرصة الاستمتاع بالتسوق من كبرى محلات التجزئة في المملكة، وبدأت في إقامة مسابقات وتسليم جوائز يومية، إضافة إلى تخفيضات وهدايا أخرى.