مع تحسن الجو وميله للدفء نهارا - هذه الأيام -، كان هناك أكثر من جهة أمام العائلات في واحة الأحساء للتنزه، بعد أن حبسها البرد في البيوت لعدة أيام، وكان شاطئ السياحي الخيار الأكثر جمالا مع ما يتمتع به من مقومات ترفيهية للعائلة، وشهد الشاطئ أمس حضورا مكثفا على المسطحات الخضراء الملتصقة بجسد البحر نسبيا، أما الشباب فاستهوتهم لعبة المغامرة مع البحر، من خلال خوضه بالسيارات ذات الدفع الرباعي، والتطعيس على الرمال الرفيعة بجانب مبنى الجمارك القديم، وكان لأمانة العقير دور في متابعة نظافة الشاطئ، ورصد المخالفات، والحفاظ على خصوصية العائلات وتوفير الألعاب المناسبة للأطفال، مع مراقبة الخروج والدخول حفاظا على سلامة المتنزهين، مع إنشاء 10 ملاعب مزروعة لهواة كرة القدم، ولم تقفل الأمانة أهمية ألعاب الأطفال المختلفة التي تقارب ال200 لعبة وهي من الحجم الكبير الآمنة. وفي المقابل استقبل جبل القارة المعروف ب"الأعجوبة" الكثير من المواطنين والمقيمين داخل كهوفه، التي تأتي أهميتها كونها تنعم بجو بارد في الصيف، ودافئ في الشتاء، وتمتاز بخلوها من الحيوانات، والحشرات الضارة والمزعجة على اختلاف أنواعها، وبخاصة تلك المغارات التي يطرقها الإنسان، وبذلك يكون جبل القارة من أكثر الجبال أمانا في العالم، ويضاف إلى ذلك الجمال الساحر الذي تظهره الأسقف الجبلية لتلك الكهوف، إذ إنها تتكون من قطع جبلية صغيرة وكبيرة ملتصقة بعضها ببعض بشكل يظهر وكأنها آيلة للسقوط، إلا أنها تبقى مشدودة وممسوكة بقدرة الله - سبحانه وتعالى - مع مرور الأيام والأعوام، وينفرد أهالي القارة والقرى الملتصقة بالجبل بمعرفة الطرق المؤدية لتلك الكهوف، ومساحاتها المظلمة وما تحتويه من عجائب وغرائب، إضافة إلى ما يشهد الجبل من مشروع استثماري من قبل شركة الأحساء للتنمية. وإلى الجبل يقع متنزه الأحساء الوطني الذي يستقبل المتنزهين بمساحته الشاسعة، مع ما توفر فيه من خدمات يحتاجها المتنزهون، فهو إلى جانب تفرده بمسطحات وجلسات خضراء، يمتاز برمال نظيفة من ناحية الشرق، يفضلها الأهالي للجلوس عليها بعيدا عن الضوضاء ولخصوصيتها لهم، أما هواة ركوب الدبابات والتطعيس ومشاهدة الواحة من الأعلى، فكانت وجهتهم إلى جبل الشعبة ببلدة الشعبة، فهناك مئات الدبابات الصغيرة والكبيرة تنتظر الشباب والصغار لركوبها وبسعر 15 ريالا للربع ساعة، أما سفوح الجبل فتلك حكاية هواة التطعيس والمغامرة التي لم تبدأ فصولها معهم بعد.