لم تعد مهنة الطبخ والتفنن فيه مقتصرة على العنصر النسائي فقط، فقد كشفت الديوانيات مهارات كبيرة للشباب في الطبخ، حتى أصبح كثيرون يفضلون تناول الطعام بها عن البيت. وقال سالم اليامي "تعلمنا مهنة الطبخ لكثرة طلعاتنا البرية، والرحلات التي غالبا ما نقوم بها برفقة الأصحاب والزملاء، وقد نمت هذه المهارة في الديوانيات، حيث نجتمع غالبا مع الزملاء ونتنافس على عملية الطبخ بأنواعه، فلم تعد الكبسة المعروفة تستهوينا فقط، بل تعدى الأمر ذلك إلى التفنن في أنواع أخرى صعبة، فنقوم مثلا بعمل المندي، والمظبي، والمشوي، وفي بعض الأحيان نقوم بعمل جدول معين للطبخ، وكل يوم تتولى المطبخ مجموعة معينة". وأضاف أن "العديد من الأصدقاء اكتشفوا في الديوانيات مواهبهم في الطبخ، إذ لا تتاح مثل هذه الفرصة في البيت، ففي المساء يجتمع الشباب، ويقومون بطبخ وجبة العشاء، وهذه الصحبة تعطي لهم رونقا آخر يخالف المعتاد الذي يعيشونه داخل بيوتهم". ويرى الشاب ناصر فلعان أن "تناول الطعام في الديوانية يكسر الروتين الممل الذي تعود عليه أغلب الشباب في بيوتهم، فمطبخ الديوانيات يتخلله الكثير من المواقف المضحكة والشيقة في الوقت نفسه، كما تبرز روح التعاون، فمنهم من يقوم بعملية الطبخ، ومنهم من يقوم بعملية تجهيز الأواني وغسلها، وغير ذلك". وأضاف أن "الممتع محاولة تجريب أكلات جديدة، وبنكهات غريبة نوعا ما، باستخدام البهارات الهندية والصينية وغيرها، لتضفي نكهة خاصة على الطعام، عدا ذلك المواقف الطريفة التي نشهدها، ففي بعض الأحيان يقوم أحدنا بطبخ أكلة غريبة وجديدة، وقد يلاقي الاستحسان أو غير ذلك"، مشيرا إلى أن مطبخ الديوانية مكان جيد للتجارب بعيدا عن أجواء البيت. وأكد خالد ذيبان أن "الديوانيات تلقى إقبالا واسعا في فصل الشتاء، فمع برودة الجو يفضل الشباب الاجتماع، فيتبرع عدد منهم بالقيام بالطبخ وإعداد وجبة عشاء، ويفضل أغلبهم الأكلات الشعبية التي تناسب مثل هذه الأجواء". وأضاف أن "الحماس يكون عاملا إيجابيا، حيث يسعى كل منهم لإثبات جدارته في إعداد بعض الأكلات الشعبية والتي لم تعد موجودة إلا في بعض المناسبات القليلة"، مشيرا إلى أن تفوق الرجال في مجال الطبخ ليس غريبا، فأشهر الطهاة على مستوى العالم رجال، وهذا ما نشاهده في أغلب المطاعم العالمية.