بعد 24 ساعة من كشف "الوطن" اللثام عن معاناة نزلاء دار الملاحظة بجازان، ورصدها صورا عدة من الإهمال وأوجه القصور بالدار، جاء رد وزارة الشؤون الاجتماعية سريعا أول من أمس، مؤكدة على أن المبنى تم استئجاره منذ عدة سنوات وكان حديثاً في حينها، ورأت الوزارة أن هناك حاجة إلى مبنى جديد، وتم بناؤه على مساحة نحو 40 ألف متر مربع، وسينتقل إليه النزلاء خلال أسبوعين. وجاء رد الوزارة تفاعلا ما نشرته "الوطن" السبت الماضي في تقرير بعنوان (جازان.. معاناة نزلاء "دار الملاحظة" تدفعهم إلى "حقوق الإنسان"؛ إذ أوضح وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للرعاية الاجتماعية والأسرة، الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف، أن المبنى تم استئجاره منذ عدة سنوات وكان حديثاً في ذلك الوقت، وكان يقيم فيه نحو 80 حدثاً، وخلال تلك الفترة رأت الوزارة أن هناك حاجة إلى وجود مبنى جديد يتم تصميمه لطبيعة عمل الدار، وتم بحمد الله بناء مبنى جديد للأحداث. مبنى جديد وأضاف أنه تم إنشاء مبنى المشروع الجديد؛ حيث يقع على أرض مساحتها نحو 40 ألف متر مربع، ويتكون من مبنى رئيس ودورين، بالإضافة إلى خدمات عامة وموقع عام. ويتضمن كذلك أربعة عنابر وبسعة استيعابية لنحو 200 حدث، بالإضافة إلى ملاعب للنزلاء الصغار وعدد من الملاعب الأخرى للكبار، ومبنى للمدرسة وقاعة للمحكمة، إضافة إلى صالات للزيارة ومطبخ مركزي وعيادة طبية وصالات متعددة الأغراض. وقد بلغت تكاليف التجهيزات للمبنى وتأثيثه نحو مليون ونصف المليون ريال. وسوف يتم بحول الله نقل النزلاء إلى هذا المبنى الجديد بعد نهاية الاختبارات، حتى لا نربك دراستهم، أي في غضون أسبوعين من تاريخه، حسب الخدمة المعدة من الوزارة للنقل. وفيما يتعلق بتفشي الأمراض، أشار اليوسف إلى أن هذا عائد لطبيعة المنطقة الحدودية، فكثير من نزلاء الدار غير سعوديين، وعند القبض عليهم متسللين يتم إيداعهم الدار من قبل الجهات المعنية وهم يحملون بعض الأمراض التي تبذل معها جهود ليست بالقليلة، ولكن بسبب طبيعة العمل وحركة الدخول اليومية لمثل هذه الحالات تتسبب في انتشار بعض الأمراض التي تتم معالجتها وعمل أسباب الوقاية منها أولاً بأول. كسوة النزلاء وبين أن الكسوة التي تدفع للنزلاء هي كسوة للصيف وتبلغ تكلفتها نحو 200 ألف ريال، والشتوية 120 ألف ريال، بالإضافة إلى أدوات العناية الشخصية والتي تؤمن بشكل دوري، بالإضافة إلى المستلزمات المدرسية من الدفاتر والشنط والأقلام وجميع ما يتطلبه النزيل للدراسة. وعلاوة على ذلك يتم تأمين إعاشة يومية بمعدل ثلاث وجبات ووجبة خفيفة للأحداث، إضافة إلى قيام الوزارة بتوفير مدرسي تقوية للأحداث النزلاء بشكل عام للمساعدة في الدراسة. وفيما يتعلق بالطلاب الجامعيين، ذكر اليوسف أنهم يمثلون نسبة قليلة، لكون الدار تشمل الأحداث (ما قبل الجامعة)، مبينا أن من يصل إلى سن الجامعة يمكنه التعلم عن بعد في الجامعات السعودية. الالتزام بالفصل من جانبه، أوضح مدير شرطة منطقة جازان، اللواء عبد الله المشيخي، ل "الوطن" أمس أنه بحث مع فرع الشؤون الاجتماعية مسألة فصل الأحداث السعوديين عن الأجانب في الدار، والذين أكدوا له أن مسألة الفصل في المبنى الحالي مستحيلة. وأضاف المشيخي أن الشؤون الاجتماعية التزمت بعملية الفصل بين الأحداث السعوديين وغيرهم فور الانتقال إلى المبنى الجديد الذي سيتم الانتقال إليه قريبا، على حسب وعد الشؤون الاجتماعية. وفي ذات السياق، أوضح المشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة جازان، أحمد البهكلي، أن من أهم التوصيات التي رفعها الفريق الذي زار النزلاء الأحداث في دار الملاحظة بمنطقة جازان، ضرورة الفصل بين النزلاء، ليس فقط على حسب الجنسية، ولكن كذلك على حسب السن والإصابات المرضية. وبين أن الشؤون الاجتماعية وعدت في مطلع الأسبوع الماضي بنقل نزلاء الدار إلى مبنى جديد مؤهل ومؤثث خلال أسبوع. وأضاف أنه يعيش 63 نزيلا في مبنى الدار الذي لا يتسع حتى ل 30 نزيلا. وكانت "الوطن" قد رصدت في تقريرها السبت الماضي قِدم المبنى وكثرة الموقوفين فيه مقارنة بطاقته الاستيعابية، وكذلك ما يعانيه النزلاء من تهالك بعض مرافق الدار كأبواب دورات مياه النزلاء والنوافذ، الأمر الذي دعا عددا من النزلاء إلى تقديم شكواهم لفرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالمنطقة رغبة منهم في إنهاء معاناتهم.