اتهم رئيس جمعية حماية المستهلك الدكتور ناصر التويم في تصريح إلى "الوطن" أمس أغلب التجار في المملكة بغياب المسؤولية الاجتماعية، مندداً بتبريرات شركات مواد الغذاء حول توقعاتها بارتفاع الأسعار خلال العام الجاري، مضيفاً أنه "لا يمكن تصديقها". وأشار التويم إلى أن الجمعية تابعت خلال الأسبوعين الماضيين تحركات الأسعار ورصدت انخفاضات لأغلب السلع الاستراتيجية، مؤكداً أن أسواق المملكة ذات استجابة فورية لرفع الأسعار رغم توفر المخزونات وتستجيب ببطء شديد عند الانخفاضات في الأسواق العالمية. ولفت إلى تحرك الجمعية للتعاون مع بعض الجهات لإطلاق مرصد للأسعار في الأسواق المحلية والمجاورة وربطها بالأسواق العالمية وبورصات المواد الخام ليتسنى للجميع متابعتها لحظياً. وتابع أن الجمعية رصدت انخفاضا في أسعار الحليب والدجاج والأرز والزيوت والقمح والذرة ومكونات المواد الغذائية كافة في الأسواق المجاورة حيث تراجعت بنحو 20% من مستوياتها السابقة، مؤكداً أن الجمعية تتعاون مع جميع الجهات لخفض الأسعار محلياً، مشددا على أنه يعول على وعي المستهلك لمواجهة ارتفاع الأسعار في الأسواق المحلية. بدوره قال عضو في لجنة الأمن الغذائي رفض الإفصاح عن اسمه في تصريح إلى "الوطن" إن انخفاض المواد الخام في الأسواق الدولية لا يعني بالضرورة تراجع الأسعار في أسواق التجزئة في المملكة. وأضاف أن تقارير المنظمات المحايدة وبورصة أسواق السلع لاعلاقة لها بالأسواق مباشرة لأن تحركات الأسعار تتأثر بسعر الصرف وتكاليف الشحن. وتابع المصدر أن التوقعات المستقبلية تشير إلى استقرار أو انخفاض أسعار سلع مثل الأرز والزيوت والقمح وغيرها، مشيراً إلى أن الأسواق تتأثر بعوامل أخرى مثل تكاليف الشحن والتأمين ومستوى الطلب والظروف المناخية وأسعار صرف العملات. ولفت إلى أن التقارير الدولية عادةً ما تتوقع حركة الأسعار على مستوى عام دون تفصيلات مشيراً إلى أن منظمة مثل الفاو كانت تتوقع في منتصف العام الماضي ارتفاع الأسعار ثم تراجعت الأسبوع الماضي عن تقاريرها السابقة لتشير إلى انخفاض الأسعار في 2013. من جهته أكد الرئيس التنفيذي للعزيزية بنده موفق جمال في تصريح إلى "الوطن" انخفاض أسعار الدجاج حالياً بنسبة 5% عن الأسعار السابقة، مشيرا إلى استقرار الأسعار لأغلب مواد الغذاء حالياً, وأن الموردين يتطلعون إلى صفقات بأسعار منخفضة للسوق السعودية. وعن تقارير المنظمات الدولية قال إن الشركات تعتمد على مصداقية التقارير أو مدى علاقتها بالسوق السعودي، مبينا أن أكثر المنتجات المنخفضة تخص الأسواق الأوروبية. ولفت جمال إلى أن المزروعات مثل الخضراوات والفواكة سجلت ارتفاعات بسبب موجة البرد التي تجتاح المناطق الزراعية في المملكة أو في الدول العربية. وشدد على أن السوق المحلية حساسة حول الأسعار، مؤكداً في الوقت ذاته أن لجانا من عدة جهات وعلى رأسها وزارة التجارة تسعى إلى دعم السوق المحلي بالبدائل لخفض التكاليف ثم خفض الأسعار. وذكر أن أسواق المواد الخام والمواد الغذائية الرئيسة عادةً ما تشهد تقلبات حادة في الأسعار مما يحول دون إبرام صفقات ثابتة على أساس سنوي، متوقعا أن تبقى الأسعار ثابتة أو تتراجع بشكل طفيف خلال العام الجاري.