أعلنت السلطات البريطانية وحلف شمال الأطلسي أمس أن جنديين بريطانيين وآخرين أمريكيين قتلوا في هجمات بقنبلة تحمل بصمات مسلحي طالبان. وقالت قوة إيساف في كابول ووزارة الدفاع البريطانية في لندن إن جنديا بريطانيا وآخر أمريكيا قتلا في حادثين منفصلين ،فيما قتل الجنديان الآخران أول من أمس. وقال المتحدث باسم إيساف إن الجنود الأربعة قتلوا في ثلاث هجمات في انفجار عبوات يدوية الصنع. وقتل ما مجموعه 375 عسكريا أجنبيا في النزاع الأفغاني منذ مطلع العام. وكان عدد قتلى القوات الأجنبية العام الماضي 520. وتضم قوة إيساف نحو 140 ألف عنصر بينهم 9500 جندي بريطاني يشكلون ثاني كتيبة بعد الأمريكيين. وقتل جندي كان ينتمي للوحدة الأربعين في كوماندوز البحرية الملكية مساء الجمعة بانفجارعندما كان يقوم بدورية راجلة مع عسكريين أمريكيين وأفغان في إقليم سنجين الذي يعد من معاقل طالبان في ولاية هلمند، بحسب بيان لوزارة الدفاع البريطانية. وقتل أحد عناصر وحدة "رويال دراغون غاردز" أمس في انفجار في منطقة نهر السراج في هلمند خلال مهمة استطلاعية راجلة. وبذلك يرتفع الى 320 عدد القتلى من الجنود البريطانيين والمدنيين الذين يعملون لحساب وزارة الدفاع البريطانية في أفغانستان منذ بداية تدخل قوات التحالف ضد طالبان في نهاية 2001. وقتل ثلثهم تقريبا في منطقة سنجين التي أعلنت القوات البريطانية أنها ستنسحب منها بحلول نهاية السنة ليتولاها الأمريكيون.وفي باكستان قتل 18 مدنيا بينهم امرأتان بمواجهات بين مقاتلي طالبان وقوات من الجيش في كمين نصبه متشددون لقافلة سيارات بمنطقة باراجنار بوكالة كورم القبلية. إلى ذلك اعتبر رئيس مجلس إقليم قندهار الأفغاني معقل طالبان، أحمد ولي قرضاي، أن تدفَّق المسلحين من باكستان يجعل المشهد الأفغاني أكثر تعقيداً مما يدعو إلى ضرورة بقاء القوات الأجنبيَّة والأمريكيين خاصة في أفغانستان إلى حين القضاء على طالبان والقاعدة. وأضاف قرضاي الأخ غير الشقيق للرئيس الأفغاني حامد قرضاي أن المسلحين لا يزالون يتدفقون على أفغانستان من وراء الحدود بشكل كبير إذ يتم تجنيد آلاف الأشخاص هناك ثم يتم تهريبهم إلى بلادنا مؤكداً أن الباكستانيين هم المسؤولون عن الهجمات في أفغانستان لكنهم غير صادقين ومخلصين في هذا الأمر. وحول هجوم القوات الأجنبيَّة والأفغانيَّة المرتقب على ولاية قندهار قال قرضاي ، إنه يجب عدم تكرار الخطأ الذي ارتكبه الأمريكيون في مديريَّة مارجة في هلمند حيث ركَّزوا على الجانب العسكري فقط وعلى الرغم من نجاح العمليَّة العسكريَّة فإنهم لم يفكروا جيدا في تسيير المنطقة إدارياً وعمليَّة إعادة البناء الأمر لا يتوقف عند انتهاء العمل العسكري، بل المرحلة التي تليه. وقال قرضاي لا يمكننا التفاوض مع العدو في حالة الضعف ويتعين أن يكون عدونا مهزوماً حتى يشعر بأنه مجبر على التفاوض مشيرا إلى أن عناصر طالبان محاصرون الآن لذلك فإنهم يشنون هجمات عنيفة للغايَّة بما في ذلك استهداف حفلات الزفاف وتفجير الأسواق. وأشار قرضاي إلى أن الأمريكيين جاءوا إلى أفغانستان بتفويض من الأممالمتحدة للقضاء على القاعدة وطالبان والقبض على أسامة بن لادن وسيغادرون عندما ينجزون المهمة التي جاؤوا من أجلها مشيراً إلى أن الحرب الدائرة على الإرهابيين مازالت طويلة لأن عدد المسلحين يتضاعف فمن الأفضل بقاء تلك القوات.