أعد خبراء في مجال حقوق الإنسان والقانون، إطارا لاستراتيجية منظمة التعاون الإسلامي الهادفة إلى معالجة قضايا ما يعرف بالإسلاموفوبيا، ومسائل عدم التسامح الديني التي تستهدف المسلمين، خاصة ما يتعلق بانتشار الظاهرة في الغرب. وجاء مشروع الاستراتيجية في شكله الأولي كنتيجة لأعمال اجتماع الشخصيات البارزة الذي عقدته (التعاون الإسلامي) في إسطنبول، واختتم أعماله أمس بإسطنبول. وناقش الاجتماع الذي افتتحه الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلى، أخيرا مسائل مناهضة عدم التسامح الديني، والتمييز الممارس ضد المسلمين خارج الدول الأعضاء. وبحث المشاركون ورقة تضمنت استراتيجية سياسية طرحتها "التعاون الإسلامي"، وتستند إلى القوانين الدولية، وذلك من أجل العمل من خلالها في الدفاع عن المسلمين ضد هجمات الكراهية التي تشنها عليهم بعض الأوساط الغربية. يذكر أن المحامي المصري المعروف، شريف بسيوني، رئيس لجنة التحقيق المستقلة في أحداث البحرين، والسنغالي دودو ديان، أحد أبرز الشخصيات السابقة التي عملت في مجال مكافحة التمييز العنصري بالأممالمتحدة، والباكستاني أحمر صوفي المستشار لدى مجلس حقوق الإنسان الدولي في جنيف، كانوا من أبرز من شاركوا في الاجتماع الذي استمرت أعماله يومين. وقال إحسان أوغلى في كلمته أمام الاجتماع، إن حوادث مسيئة للإسلام جرت على مدى الفترة الماضية، مثل إحراق نسخ من المصحف الشريف، ومقطع (براءة المسلمين) الذي جرى بثه على يوتيوب، بالإضافة إلى منهجة وترسيخ صور نمطية ضد المسلمين، وتحويلها إلى عمل مؤسساتي منظم، كلها أمور شكلت ضغطا شعبيا على الدول الأعضاء بالمنظمة، ودفعتها إلى اتخاذ تدابير قوية لمواجهة مثل هذه الحملات المتواصلة. وأضاف إحسان أوغلى بأن الاستراتيجية التي تعتزم (التعاون الإسلامي) تبنيها في قمة القاهرة 6 7 فبراير المقبل، يجب أن تكون الصوت السياسي للعالم الإسلامي في هذه القضية، مؤكدا ضرورة أن تكون دائمة وذات مصداقية، كي تتمكن من نقل القضية من الشارع إلى طاولة الحوار البناء والمثمر، وشدد على أن حقوق الإنسان لا يوجد فيها تراتبية تسمح بأن يتم تفضيل حق على حساب آخر، في إشارة إلى الدعاوى الغربية التي تطالب بحماية حق حرية التعبير على حساب حق الآخرين في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية. وأوضح أوغلى أن المنظمة تؤمن بأن البنود المتصلة بقوانين حقوق الإنسان في الأممالمتحدة إزاء حرية التعبير، تدعم موقف (التعاون الإسلامي) في سعيها لدرء الكراهية والتمييز ضد المسلمين. وأضاف بأن المنظمة ماضية في إيجاد الحجج القانونية، والتركيز على الخيارات المتاحة في هذا الشأن، وذلك من أجل دعم موقفها في مفاوضاتها الجارية مع شركائها من أجل الوصول إلى نتيجة ترضي الجميع. وأوضح أوغلي أن "رأيا قانونيا جرت صياغته بناء على تحليل فني للمسألة، على أن يتم عرض نتائج اجتماع إسطنبول على القمة الثانية عشرة في القاهرة كي تحظى بالدعم والمظلة السياسية من قبل قادة العالم الإسلامي". وأشار إلى أن نتائج الاجتماع سوف تضاف كذلك إلى اجتماع ما يعرف ب (ويلتن بارك) الذي سيعقد في لندن في 22 الشهر الجاري، والذي يعتبر الثاني من سلسلة اجتماعات (وتيرة إسطنبول) التي تهدف إلى ترجمة مضامين قرار 16/18 والهادف إلى الحد من الكراهية على أساس الدين والمعتقد إلى واقع ملموس. إلى ذلك وفي سياق متصل يبحث مختصون دراسة موقف الغرب من رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، والأسس الفكرية لمعاداة الغرب للإسلام ولرسوله، وجهود المنصفين من المستشرقين، ودور المستشرقين في تشويه السيرة النبوية، وذلك غدا الجمعة بجامعة أفريقيا العالمية بالعاصمة السودانية الخرطوم التي تشهد انطلاق أعمال المؤتمر الدولي الأول للسيرة النبوية الشريفة، الذي يستمر يومين، ويشهد إطلاق مبادرة رابطة الجامعات الإسلامية لتوحيد التعليم العالي مع الجامعات الأفريقية، و توقيع اتفاقية تعاون علمي وثقافي بين الرابطة وجامعة أفريقيا العالمية. وقال الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية الدكتور جعفر عبدالسلام في تصريحات ل"الوطن" إن المؤتمر الذي سيفتتحه وزير التعليم العالي السوداني الدكتور خميس كوجي كنده سيشارك فيه وفود من عدة دول من بينها السعودية مصر والعراق وفلسطين والجزائر والمغرب والصومال وليبيا وتركيا وماليزيا وأميركا وكندا والنيجر وبنين وبنجلاديش والسودان. وأوضح عبد السلام أن المؤتمر يحاول معالجة غفلة المسلمين عن مقاصد السيرة والسنة أقوالاً وأفعالاً، ومقاصد الدين العليا والكلية، ويسعى لمعالجة الاختلافات بين طوائف المسلمين الذين تفرقوا إلى أكثر من سبعين فرقة متراوحة بين طرفي التشدد والتساهل. ...و"هيئة علماء المسلمين" تستنكر مكةالمكرمة: علي العميري استنكرت الهيئة العالمية للعلماء المسلمين، التابعة لرابطة العالم الإسلامي، عقب اطلاعها على ما نشرته المجلة الأسبوعية الفرنسية "شارلي إيبدو" من رسوم تسخر من الرسول. وقالت في بيان أمس، إنها تعبر عن قلقها البالغ وأسفها الشديد لهذا السلوك المشين، الذي يثير مشاعر المسلمين في شتى بقاع الأرض، والذي يتنافى مع الأعراف والمواثيق الدولية، ويتعارض مع مبدأ الحوار بين أتباع الأديان، لتحقيق التفاهم والتعاون والتعايش بين الأمم والشعوب، مؤكدة أن التحريض على الكراهية والتعصب والدعوة إليهما من خلال النشر الإعلامي باسم حرية التعبير، يعد خرقا للقوانين الدولية لحقوق الإنسان، ويؤدي إلى إثارة الفتن بين الشعوب المختلفة. ودعت الهيئة العالمية للعلماء المسلمين المجتمع الدولي، وخاصة الأممالمتحدة وهيئاتها إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإيقاف الاستمرار في الإساءة إلى رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم جميعا، وخاتمهم محمد عليه الصلاة والسلام، وتؤكد على أهمية إصدار ميثاق دولي يُجرم الاعتداء على عقائد الآخرين وحرماتهم المقدسة. كما دعت الأمة الإسلامية في مختلف بقاع العالم إلى البعد عن ردود الأفعال، واتباع الأساليب السلمية في التعبير عن رفض هذه الإساءات الشائن