فيما انفرجت أزمة تكدس الجثث في ثلاجات مستشفيات جازان بعد نحو عام ونصف العام بتخصيص 100 درج إضافي بثلاجات الموتى، ظهرت الأزمة من جديد في مستشفيات عسير مما استوجب تدخل الإمارة التي دعت إلى إحداث ثلاجة مركزية لا تقل سعتها عن 500 درج. وتضمنت الآلية الجديدة التي أقرتها الشؤون الصحية، والشرطة، والطب الشرعي بعسير، تنبيه إدارة الوفيات التابعة لمركز الطب الشرعي بعمل إحصائية شهرية للحالات الموجودة في ثلاجات مستشفيات المنطقة، وخاصة تلك التي مضى على حفظها أكثر من شهرين، لمتابعة إجراءات الدفن أو الترحيل. كما اشترطت التعليمات وجود خطاب من الجهة الأمنية التي تعاملت مع الحادث، لقبول حالات الوفيات الجنائية أو العرضية أو حوادث المرور، أوحالات الدفاع المدني أو حالات حرس الحدود، سواء كانت لسعوديين أو أجانب أو مجهولي هوية. ليس الموتى في منطقة عسير أقل معاناة من بعض المرضى الأحياء الذين ينتظرون لساعات إن لم تكن أياما في ردهات بعض المستشفيات للحصول على سرير، فالموتى أيضاً يعانون ذات المشكلة للحصول على درج في ثلاجات المستشفيات التي وصلت نسبة الإشغال فيها إلى نسب متقدمة. العاملة المنزلية كاريتا بارون "فلبينية الجنسية" ليست إلا أنموذجا لمعاناة الموتى وذويهم، إذ توفيت في قسم العناية المتوسطة بمستشفى عسير المركزي مساء الاثنين 25 /12 /1432، ولعدم وجود عين شاغرة في ثلاجة مستشفى عسير، جرت إحالتها إلى مستشفى خميس مشيط العام، إلا أنه تم رفضها وإعادتها. وحصلت "الوطن" على نسخة من آليات جديدة للتعامل مع جثث الموتى أقرتها الشؤون الصحية في المنطقة، والشرطة، والطب الشرعي، استجابة لتوجيهات من مقام الإمارة، تضمنت تحذيراً من عدم استيعاب الثلاجات القائمة للجثث، مما يتعين إحداث ثلاجة مركزية لا تقل سعتها عن 500 درج، ولاسيما عند وقوع كوارث طبيعية أو خلافها. إلى ذلك تضمنت الآليات الجديدة التنبيه على إدارة الوفيات التابعة لمركز الطب الشرعي بعمل إحصائية شهرية للحالات الموجودة بثلاجات مستشفيات المنطقة، وخاصة تلك التي مضى على حفظها أكثر من شهرين، لمتابعة إجراءات الدفن أو الترحيل، والتأكيد على مسؤولي الثلاجات بعدم إدخال أي جثة إلى ثلاجة المنشأة الطبية، إلا من خلال القنوات النظامية، وتشمل: حالات الوفيات الجنائية أو العرضية أو حوادث المرور، أو حالات الدفاع المدني أو حالات حرس الحدود، سواء كانت لسعوديين أو أجانب أو مجهولي هوية، ولا يتم قبولها إلا بخطاب من الجهة الأمنية التي تعاملت مع الحادث، مع إرفاق نسخة من التقرير الطبي، وتحفظ كامل الأوراق لدى مسؤول الثلاجة. وشملت الآلية حالات الوفيات الطبيعية للسعوديين، التي تحدث داخل المستشفيات فيتم حفظ الجثة داخل الثلاجة، بموجب تقرير طبي من المنشأة الطبية التي حدثت فيها الوفاة، إلا إذا رأت الجهات عرض الحالة على الطب الشرعي، فيطلب من الشرطة خطاب يتضمن إدخال الجثة إلى الثلاجة، في حين يطبق ذلك الإجراء على المقيمين إقامة نظامية، فيما يتم التعامل مع حالات الوفيات الطبيعية سواء كانت لسعوديين أو مقيمين نظاميين حدثت خارج المستشفيات بعدم القبول، إلا بموجب خطاب من الجهة الأمنية، ومرفق به نسخة من التقرير الطبي. واشتملت الآليات على الإجراءات الواجب اتباعها عند تحويل جثة من ثلاجة أحد المستشفيات إلى ثلاجة أخرى، وتتمثل في ضرورة التعامل مع الجثمان باحترام حرمة الآدمي بصرف النظر عن جنسية أو ديانة أو جنس المتوفى، وأن يكون التحويل للضرورة القصوى مثل استنفاد طاقة الثلاجة، مع ضرورة إعداد الإحصائيات الدورية ومحاسبة المتسبب في أي تجاوزات من خلال العرض لإدارة المتابعة في المديرية العامة للشؤون الصحية لمجازاته. ويتعين على إدارة الطوارئ والنقل الإسعافي التابع لصحة عسير، التنسيق مع ثلاجات المنطقة قبل نقل أي حالة، وبما يضمن استقبالها، أما في حالات الوفيات الجنائية أو العرضية أو حوادث المرور أو حالات الدفاع المدني وحرس الحدود، فلا بد من إشعار الشرطة بالحالة، وإصدار خطاب يتضمن الموافقة على نقل الجثمان، وإرفاق تقرير طبي عن الحالة، وخطاب مدير المستشفى الذي استقبل الجثمان موجها للمستشفى الذي سيتم نقل الجثة إليه. وفي حالات الوفاة الطبيعية التي تحدث داخل المستشفيات أو خارجها، وتم التحفظ على الجثمان بدون خطاب أمني، فيتم إصدار تقرير طبي عن الحالة، مع خطاب من مدير المستشفى موجهاً إلى المستشفى المراد نقل الجثة إليه، وعند حفظ الجثمان بموجب خطاب أمني، فلا بد من إشعار الشرطة، وطلب تحويله، ويتعين على الجهة التي تحفظت على الجثمان بعد الوفاة إخطار الجهة الأمنية المختصة، بخطاب يتضمن اسم الثلاجة ورقم الدرج. وأكدت الآليات الجديدة على ضرورة قيام الجهات الأمنية، ومن ينوب عنها لدى المستشفيات بضرورة تزويد المستشفى بالخطابات والمكاتبات السابقة في حال طلبها، وعدم التقاعس في ذلك، والتأكيد على مسؤولي الثلاجات بضرورة تنفيذ الآلية الجديدة، وعدم تجاوزها تحت أي مبرر. جازان.. ثلاجات للموتى بسعة 100 درج أكد مدير إدارة شئون الوفيات بصحة جازان محمد الدبيان، اعتماد ثلاجات مركزية بالمنطقة بسعة 100 درج في كل من مستشفى الملك فهد المركزي بجازان ومستشفى بيش العام ومستشفى أحد المسارحة العام. وأوضح الدبيان ل"الوطن" أمس، أنه يتم حاليا عمل ثلاجة موتى بمستشفى أبو عريش العام سعة 37 درجا، مؤكداً بأنه لا يوجد أي تكدس في ثلاجات الموتى بمستشفيات منطقة جازان أو حالات متأخرة في الثلاجات لم تدفن بعد، مشيراً إلى وجود أماكن شاغرة في ثلاجات الموتى في جميع مستشفيات المنطقة. وبين الدبيان، أن هناك لجنة مكلفة من قبل أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز، خاصة بمتابعة تكدس الجثث بمستشفيات المنطقة وتتكون اللجنة من جهات حكومية وهي: الإمارة، والشؤون الصحية، والجهات الأمنية بالمنطقة.