وصف مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء والبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ إفشاء أسرار العمل أو المواقع العسكرية في المواقع المشبوهة أو مواقع التواصل الاجتماعي، ب"الخيانة والغدر بالوطن وبالأمة أجمعين". وقال المفتي في محاضرة ألقاها أمس لمنسوبي الحرس الوطني للقطاع الشرقي، وذلك بالصالة الرئيسية بنادي الضباط بمدينة الملك فهد السكنية بالدمام، بحضور وكيل الحرس الوطني للقطاع الشرقي الأمير مشعل بن بدر "إن المسلم بأخلاقه، وأن يقبل النصيحة والعظة، وأن يتنبه لها ويستفيد منها، فالمؤمن إذا ذّكر ووعظ تذكّر واتعظ واستفاد خيراً، فالذكرى للمؤمن نور يتجه به ويستهدي به. وخير ما أوصي به نفسي أوصيكم بتقوى الله جل وعلا، فإن الله أمر بتقواه واجتناب الأهواء". وتابع "إننا مسؤولون أمام الله على رعيتنا، وإن كل فرد مسلم في هذه الحياة راع. وكل مسؤول عن رعيته". واستطرد "إننا الآن في قطاع الحرس الوطني الذي عهد إليه حراسة الوطن وحفظه والاحتياط له والقيام بالواجب. وإن المسلم يحرص على المحافظة على وطنه وأمنه واستقراره، ويهتم به غاية الاهتمام. ويعلم أن هذا البلد أمانة في عنق كل فرد مسلم وكل مسؤول من هذا القطاع وغيره من القطاعات، وأن يكون في محل الأمانة التي وضع فيها، وليبعد عن الرذائل والمنكرات، ويتحلى بالأخلاق الفاضلة، منضبطاً في سلوكه وفي دينه وعمله، ويتقي الله في كل أموره كثيراً كان أو قليلاً، وأن يكون مخلصاً لله، ومطيعاً لدينه ولعمله الذي يعمل به". وحث الجندي المسلم على المخافة من ربه قبل أن يخاف من مسؤوله الذي هو مسؤول منه في عمله، ويتبع أوامر الله ورسوله وأوامر ولاة الأمر وطاعتهم فيما يرضي الله ورسوله. وخاطب المفتي الجنود والمسؤولين قائلاً "وأنتم أيها الجنود والمسؤولون تحملون أمانة على عاتقكم، حملها لكم ولاة الأمر، فلنكن عند حسن ظن ولاة أمرنا بنا. وإن تقوى الله هي أحسن ما يتحلى به المسلم. وإن هذه الأمانة هي أعظم ما يؤديها العبد. ومن صفات المؤمن أنه إذا اؤتمن أدى الأمانة على الوجه المطلوب". وقال: إن أفشى الجندي أسرار عمله أو المواقع العسكرية في المواقع المشبوهة أو مواقع التواصل الاجتماعي فإنه خائن وغادر بوطنه وبالأمة أجمعين". وكان الأمير مشعل بن بدر قد استهل المحاضرة بالترحيب بالمفتي باسم رئيس الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله، ونيابة عن منسوبي الحرس الوطني بالقطاع الشرقي، قائلاً "إن أبناءكم الذين تلتقون بهم في حصن عريق من حصون الوطن يستشعرون مسؤوليتهم، وأهمية واجباتهم المناطة بهم للدفاع عن العقيدة والذود عن حياض الوطن وحفظ أمنه بعد حفظ الله له، وهم الذراع القوي الأمين بإذن الله". وفي ختام اللقاء قدم سمو وكيل الحرس الوطني درعاً تذكارياً للمفتي. وعقب المحاضرة أقام وكيل الحرس الوطني للقطاع الشرقي مأدبة غداء تكريماً للشيخ آل الشيخ والوفد المرافق له. وكان الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ قد زار جامعة الدمام والتقى بمدير الجامعة وأعضاء التدريس أمس، وقال "إننا في أمسّ الحاجة إلى تخليص مجتمعنا من كل الدعوات الباطلة والآراء المضللة والدعوات المشبوهة، ومن كل الآراء الزائفة، وبحاجة أن نوعي المجتمع توعية صالحة للتمسك بالدين قبل كل شيء، ثم برعاية مجتمعهم". وأكد آل الشيخ على أن واجب عضو هيئة التدريس بالجامعة هو تقوى الله في نفسه، والسعي في إصلاح النشء وتربيته تربية إسلامية سليمة، وإبداء النصيحة الصادقة له وتخليصه من الآراء الوافدة والغريبة علينا وعلى ديننا ومجتمعنا. "ونحن بأمس الحاجة في هذا الزمن إلى اللحمة والاتحاد والاجتماع، وإلى مناقشة أخطائنا فيما بيننا للسعي للإصلاح والتوجيه والصراحة والوضوح في المنهجية والدعوة في المقاصد، وأن نشجع طلابنا أن يكونوا على مستوى المسؤولية في فهم الحق والهدى. والأمة بحاجة إلى شباب واع يحمل هذه المسؤولية بأمانة وصدق وإخلاص لينقلوها إلى من بعدهم". من جهته أوضح مدير جامعة الدمام، الدكتور عبدالله الربيش أننا "في وقت كثر فيه الخطب والخلاف في مسائل عدة، ونحن أحوج إلى الرأي والحكمة العادلة ومشورة الخبير، وإلى من يجلي لنا المواقف ويبين لنا الغث والسمين، ويعلو فيه الصوت الراشد. ونحن في هذا اللقاء حظينا بكلمة شاملة كاملة ناصحة من مفتي عام المملكة، بأسلوب إيماني وقرآني مميز.. قائم على التواصي بالحق واللين بالقول". وأشار الربيش حول موضوع استحداث كلية للشريعة في جامعة الدمام، إلى أن هذا الموضوع أمر متابع من قبل الشيخ آل الشيخ منذ عامين "وهذا الموضوع تمت عليه مخاطبات سابقة، والطلب موجود لدى أمانة مجلس التعليم العالي، وسيعرض على المجلس خلال الجلسات الثلاث المقبلة"، مؤكداً على أن إنشاء واستحداث الكليات يخضع لآلية معينة للتعليم العالي، ومن ثم تعرض على المجالس المختصة، ثم على مجلس الجامعة، ويرفع " الأمر" إلى أمانة التعليم العالي وهو الذي يعرض في جدوله الموضوع في اجتماعات مجلس التعليم العالي، ويعرض للتقييم من جهات أخرى كوزارة المالية ووزارة الخدمة المدنية، و"هو منته تماما".