حذر سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من الدعوات الضالة التي يصفها أصحابها بأنها الحق فيما هي تدعو إلى الفساد مشددا على أن كل دعوة لا تتفق مع كتاب الله والسنة النبوية المطهرة وتعمل لصالح أحزاب أو تكتلات أو طوائف إنما هي دعوات باطلة. ووصف سماحته في كلمة ألقاها خلال الحفل التكريمي الثالث لجائزة الأمير محمد بن فهد للدعوة والمساجد الذي أقيم بإمارة المنطقة الشرقية ظهر أمس، دعاة الفوضوية بأنه لا خير فيهم، لافتا إلى ما تحظى به المملكة من نعمة الأمن والاستقرار والتكاتف بين الشعب وقيادته. وتناول سماحته خلال كلمته فضل الدعوة إلى الله واهتمام الدولة بها وما تجسده جائزة الأمير محمد بن فهد للدعوة والمساجد من أهمية في سبيل الدعوة إلى الله، مشيرا إلى أهمية توعية الجاليات ودعم حلقات تحفيظ القرآن. من جانبه أشار أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد إلى الاهتمام الذي توليه الدولة ببيوت الله والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة. وقال سموه خلال كلمته "هذا هو ديدن قادة هذه البلاد في الاهتمام بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف وبقية بيوت الله منذ تأسيسها على يد مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز رحمه الله حتى وصلنا إلى هذا العهد الزاهر بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظهما الله –". وأضاف سموه "إننا إذ نهنئ الفائزين بهذا التكريم لنؤكد على ما وصلت إليه المملكة من مكانة عالية في التعليم وتشجيع القائمين على ذلك في أهم مواطن التأثير المجتمعي الموجه لتقويم الفكر والسلوك وبخاصة مع ما يمر بالعالم من فترات اضطراب فكري وأخلاقي مما يزيد مسؤولية الموجهين المخلصين لدينهم ووطنهم في المحافظة على المكتسبات وحمايتها من كل عابث والعناية بفئة الشباب وتأمين ما فيه حمايتهم ورعاية اهتماماتهم النافعة، ها نحن نلمس آثاره في ميزانية الخير، كما لمسنا دلائله في اللحمة الواحدة لفرحة المجتمع أجمع على ما أنعم الله به على سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله من نجاح للعملية الجراحية التي أجريت لمقامه الكريم - حفظه الله - ومتعه بدوام الصحة والعافية، تلك الفرحة التي عمت الجميع لما يتبوؤه من مكانة عالية في قلوب الجميع أيده الله بالعز والتمكين وسمو سيدي ولي عهده الأمين". وشكر سموه القائمين على أمانة الجائزة على ما يبذلونه وأكد على مواصلة تنفيذ البرامج المحققة للأهداف والتعاون مع الجميع في تحقيق ذلك. كما قدم شكره لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وكذلك جامعة طيبة على ما تجده الجائزة من تعاون مثمر في تطبيق برامجها العلمية والتدريبية. من جانبه أشار أمين عام الجائزة الشيخ عبدالله اللحيدان أن الدورة الثانية للجائزة، شهدت تنفيذ دورات علمية، ضمن برنامج الجائزةِ العلمي للدعاة والخطباء، بعد توقيع سمو أمير المنطقة الشرقية اتفاقية مع جامعة طيبة، كما تم الانتهاء من إعداد برنامج الماجستير للخطباء وبرامج أخرى منها ما تمَّ توجيهه للمجتمع عبر الشبكة. وقال اللحيدان في كلمته خلال الحفل "لقد سارت أمانة الجائزة في اختيار المرشحين - وفق لوائح الجائزة - على مراحل: ففي المرحلة الأولى تلقتِ الأمانة الترشيحَ من إداراتِ المساجدِ المختصةِ عبر المُكاتبةِ، ومن عامةِ الناسِ عبرَ موقعِ الجائزةِ الإلكتروني، فبلغَ عددُ المرشحين بعدَ الفرزِ المبدئي، مِئة وعشرينَ خطيبا، وأربعين داعية، وثمانينَ مسجداً، وستة وعشرينَ برنامجَ دعوة. وفي المرحلة الثانية: تم توجيهُ فرقٍ مدرَّبة لتنفيذِ زياراتٍ ميدانيةٍ غيرِ معلنةٍ لتقييمِ المرشحينَ ومراجعةِ التقارير حَسَبَ معاييرِ الجائزةِ. ثم في المرحلة الثالثة استعرض مجلسُ الأمناءِ النتائجَ وأوصى بشأنها. وها نحن بفضل من الله ثم بمباركةِ سموِّكم نحتفي بمنِ امتازَ ففاز ونهنئهم، وهم: داعية ٌوثمانية ُخطباءَ وجامعان لمتبرعَين، وبرنامجان دعويان من مكتبين تعاونيين. وأشار اللحيدان في كلمته إلى عضوين من أعضاء الجائزة توفيا بعد الدورة الثانية وقال: "إننا ونحنُ نحتفي بهؤلاء المتميزين لنَعلم أنهم جزءٌ من مجموعٍ يستحقُّ كلُّ فردٍ فيه الشكرَ والتقدير، كما نعلم أنَّ هذا التكريمَ وإن علتْ قيمتُه وسَمتْ مكانتُه فإنَّ عظيمَ الأجر عند الله أكبرُ للصادقين أحياءً وأمواتا "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ"، ونحتسب عند الله من فجعنا بفقده من أعضاء الجائزه فرحم الله الشيخَ سلطانَ بنَ حمد العويد والأستاذَ سميرَ بنَ عبدِالرحمن المقرن، اللذين قدَّما للجائزة المفيدَ وكرَّمهُما سُمُوُّكُم أحياءً في مثل هذا الحفل. وتهدف الجائزة إلى الوصول إلى التميز في مجال الدعوة لخدمة المساجد، ورفع مستوى أداء الخطباء والدعوة والبرامج الدعوية والمساجد، وتعزيز دور الدعوة والمساجد في نشر الفضائل والقيم الإيجابية في المجتمع، ودعم الجهود المبذولة في درء الأفكار والسلوكيات الخاطئة في المجتمع من خلال الدعوة والمساجد، وتشجيع التفاعل الاجتماعي الإيجابي مع الدعوة والمساجد.