كشفت مصادر ميدانية ل"الوطن" أن الساحة السورية ستشهد خلال أسابيع قليلة عمليةً "نوعية وكُبرى" تتركز على استهداف المطارات والقواعد العسكرية والسيطرة عليها" لحرمان النظام من أهم وسائله الهجومية. ونفّذ الجيش السوري الحر جزءا من تكتيكٍ يستهدف المطارات والقواعد العسكرية الكبرى، كان أول تلك الخطوات، السيطرة على مطار منغ بريف حلب، فيما ترددت أنباء عن السيطرة على مطار حلب الذي أعلن النظام السوري أنه "أغلق للصيانة". كذلك كما تمكن الجيش الحر من السيطرة على محيط مطار "تفتناز" العسكري، تلاه الاستيلاء على مطار "الثعلة" العسكري أيضاً. وأبلغت المصادر "الوطن" بأن عمليات الجيش الحر التي تستهدف المطارات والقواعد العسكرية تقوم على معلوماتٍ سرّبتها عناصر تابعة لأجهزة مخابرات بشار الأسد العسكرية. وألمحت المصادر إلى أن بعض تلك المعلومات حصل عليها الجيش الحر "من القصر الرئاسي"، أي من الدائرة الضيقة حول الرئيس السوري. وقالت المصادر "العمليات النوعية التي تستهدف أهم المطارات التي يلجأ لها النظام لقصف الثوار تبدو مُحكمةً هذه المرة لاعتمادها على معلوماتٍ تم استقاؤها من عناصر محسوبة على أجهزة مخابرات الأسد، وبعض تلك المعلومات أيضاً حصل عليها الثوار من قبل الدائرة الضيقة بالرئيس". وحول ما إذا كانت تلك العناصر "المقربة من القصر الرئاسي" قد انشقت عن نظام الأسد أم لا تزال مساندةً له، قالت المصادر إن بعضهم لم ينشق حتى الآن، والبعض الآخر ربما يكون قد أبدى الرغبة في الانشقاق، لكن الثوار وباتفاق "ضمني" مع تلك العناصر، أوعزتها بالعمل إلى جانب الأسد، للحصول على أكبر قدر من الدعم الاستخباراتي واللوجستي، ليتم بناء العمليات العسكرية النوعية على تلك المعلومات. ولم تستثنِ المصادر المكاسب التي حققها الجيش الحر أخيراً، وهو الأمر الذي يجعل"الثوّار يحققون أكبر قدر من المكاسب "المُحكمة" هذه المرة. وفي سياق متصل واصل الثوار أمس تقدمهم نحو مطار تفتناز. وقال المرصد في بيان "تجددت الاشتباكات العنيفة قرب المطار بين القوات النظامية ومئات المقاتلين من جبهة النصرة وكتائب أحرار الشام والطليعة الإسلامية الذين يحاولون منذ أمس السيطرة على المطار". وترد القوات النظامية بقصف على محيط المطار لإعاقة تقدم المعارضين. وتمكن المهاجمون أول من أمس "من اقتحام أسوار المطار وتفجير سيارة مفخخة عند مدخله واقتحموا مبنى القيادة قبل أن ينسحبوا لاحقا"، بحسب المرصد. وأفاد مصدر عسكري داخل مطار تفتناز عن استمرار المعارك في محيط المطار منذ "أكثر من 48 ساعة متواصلة". وأوضح أن التفجير الذي قام به المقاتلون "عن بعد على أحد أبوب المطار مكنهم من التسلل إلى داخله". وفي الشرق حيث يسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء كبيرة من محافظة دير الزور وعلى حقول نفطية وعلى مطار حمدان العسكري، أفاد المرصد عن اشتباكات في محيط المطار العسكري في مدينة دير الزور. أما في ريف دمشق، فتعرضت مناطق في مدينتي داريا ومعضمية الشام ومحيطهما للقصف من القوات النظامية التي تستخدم الطائرات وراجمات الصواريخ وتحاول منذ أسابيع فرض سيطرتها الكاملة على المنطقة.