بعد 9 أشهر من الحادثة، حكم القضاء البنجلاديشي أمس ب"إعدام المتورطين" في مقتل الدبلوماسي السعودي والذي يعمل سكرتيرا ثانيا بسفارة المملكة لدى دكا خلف محمد سالم العلي والذي لقي حتفه في الخامس من مارس الماضي. وأدانت المحكمة المستعجلة الجناة الأربعة الذين ألقت السلطات البنغلاديشية القبض عليهم بعد أسابيع من الحادثة، وحكمت بإيقاع عقوبة "الإعدام" بحقهم، كما حكمت بالعقوبة ذاتها "غيابيا" بحق التهم الخامس والذي لا يزال هاربا عن العدالة. ووصف السفير السعودي في بنجلاديش الدكتور عبدالله البصيري في تصريحاته ل"الوطن" الأحكام الصادرة بحق المتهمين الخمسة ب"العادلة". وقال إنه حضر المحاكمة برفقة شقيق المغدور وأنهما شعرا بالارتياح التام بعد صدور الحكم. وطالب البصيري من الجهات المعنية سرعة تنفيذ الحكم على الجناة الأربعة والقبض علي الهارب حتي ينالوا القصاص العادل في قضية مقتل العلي، لافتاً إلى أن المحكمة أصدرت الحكم بناء علي مستندات وأدلة ضد الجناة. وأشار إلى أن القضية تكتمل فصولها بتنفيذ حكم الإعدام؛ حيث أن الحكم ما زال قابلا للإستئناف خلال شهر من تاريخ إصداره، مستدركا القول بأنه واثق من رفض المحكمة طلب الاستئناف. ولفت البصيري إلى أن السلطات البنجلاديشية تجاوبت لجهود المملكة المكثفة للقبض على المتهمين. واعتبر العقوبة رادعا لكل مجرم تسول له نفسه الإقدام على مثل هذه الأفعال. وكانت المحكمة السريعة المتخصصة في القضايا المهمة قد عقدت 14 جلسة لمحاكمة قتلة العلي، واستمعت خلالها إلى إفادات 33 شاهدا، يمثلون عناصر من القطاعات الأمنية، إضافة إلى صاحب السلاح المستخدم في الجريمة، وشهود من المستشفى. ومن جانبه، أوضح مساعد وزير الخارجية الأمير خالد بن سعود بن خالد أنه بحمد الله وفضله تحققت العدالة أمس في دكا بصدور الحكم على قتلة الدبلوماسي السعودي خلف العلي - رحمه الله - على المجرمين الخمسة بالإعدام شنقاً. وقال في تصريح صحفي" إن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين والمتابعة الحثيثة من قبل وزير الخارجية أثمرت ولله الحمد عن تحقيق هذه النتائج الإيجابية". وتقدم بهذا الصدد بخالص الشكر للأشقاء في جمهورية بنجلاديش الشعبية على الجهود التي بذلت في سرعة تعقب الجناة والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة، سائلاً الله أن يكون هذا الحكم رادعاً لمن تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم، وأن يديم سبحانه على المملكة وأهلها نعمة الأمن والاستقرار.