أكد الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق، أن موسم المربعانية يستعد هذه الأيام للرحيل، فلم يبق منها إلا 12 يوماً, فاليوم هو الثالث من النجم الثالث والأخير من نجوم المربعانية المسمى بالشولة ومدته 13 يوماً يعقبه موسم الشبط، وسمي بالشولة من قول العرب: شالت الناقة بذيلها إذا رفعته، وقيل تشبيهاً بشوكة العقرب، وهي مجموعة نجوم تشبه ذيل العقرب. وتقول العرب: (إذا طلعت الشولة طال الليل طولة وأعجلت الشيخ البولة واشتدت على العائل العولة) والعولة هي الحاجة, والعائل هو المحتاج الفقير الذي يعيل أهله، ففي هذه الأيام الباردة تشتد الحاجة على صاحب العيال ليوفر لهم الأكل واللباس والدفء، لأن الشتاء قاس على أهل البادية, وفي موسم الشولة تستمر البرودة والصقيع والضباب، ويبدأ الرمث والأرطى بالإبراض، ويبدأ طلع ذكور النخيل بالظهور, إضافة إلى الانخفاض الحاد لدرجة الحرارة في هذا الوقت والمفيد جداً للربيع والحشائش والمزروعات، إذ إنها تعمل على إعطائها حقنة ضد برودة موسمي الشبط والعقارب القاتلة، فلو كان الجو دافئاً، فإن النباتات تنمو لأعلى دون أن تثبت ذاتها في التربة، وحين تعرضها لبرد الشبط الجاف لا تستطيع أن تقف أمامها فتموت, ولهذا جعل أسلافنا يتباشرون عندما يتجمد الماء على الأشياء. وأضاف الزعاق ل "الوطن" أمس، أنه في آخر موسم المربعانية تكثر أمراض الأطفال، ولهذا قال أسلافنا (يا رب نجنا من نزلة المربعانية) كناية عن دعاء للوقاية من الأمراض والنزلات في فترة المربعانية، وخلالها يبدأ الربيع بالظهور إذا منيت الأرض بمطر. وعند نهاية موسم المربعانية تبدأ موجات البرد تنتابنا على فترات متباعدة، وآخر موسم المربعانية وأول موسم الشبط هي الأيام الأبرد في السنة، وسببها المرتفعات الجوية الباردة، والتي تتشكل فوق المناطق الجليدية الواسعة في بطاح سيبيريا والتي تنخفض فيها درجات الحرارة إلى 60 درجة تحت الصفر بفعل التبريد المستمر للهواء الساكن فوق تلك المناطق، مما يؤدي إلى تقلص الهواء وزيادة كثافته وارتفاع ضغطه، فيبحث عن متنفس من خلال مناطق الضغط المنخفض، فينتقل بشكل رياح، لأن من مصادر إرسال الرياح مناطق الضغط المرتفع، لأنها تدفع بالهواء الداخل فيها من قمتها إلى أسفلها هبوطا ليخرج من قاعدتها في اتجاه عقارب الساعة.